بَيَانُ افْتِرَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَذبَهُم
****
وعن
ابنِ عباسٍ رضي الله عنه قال: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم مِنَ الأَْنْصَارِ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقَالَ لَهُمْ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ: وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، وَمَاتَ رَجُلٌ
عَظِيمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهَا لاَ يُرْمَى
بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ
وَتَعَالَى اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ
سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ
أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ
الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ
مَاذَا قَالَ. قَالَ: فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا حَتَّى
يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ
فَيَقْذِفُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ، وَيُرْمَوْنَ بِهِ، فَمَا جَاءُوا بِهِ
عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ» ([1]).
****
ثُمَّ إنَّ الْمَلاَئِكَةَ يَتَسَاءَلُون إذا ذَهَب
عَنْهُم الْفَزَع: ﴿مَاذَا
قَالَ رَبُّكُمۡۖ﴾ [سبأ: 23]
؟ يَسْأَلُون جِبْرِيلَ عليه السلام، أَمِينَ الْوَحْي، فَيَقُول جِبْرِيل: قال
الْحَقّ، فإذا سَمِعُوا ذلك: ﴿قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [سبأ: 23]، فهذا فيه بَيَانُ عَظَمَةِ كَلاَمِ اللهِ جل
وعلا، ووَجَل الْمَلاَئِكَةِ وَالسَّمَوَاتِ وَالْمَخْلُوقَاتِ الْعُلْوِيَّة منه.
قوله: «حَدَّثَنِي رَجُل عن أَصْحَاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم » كَوْنه قال: «عَن أَصْحَاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم » فهذا لا يَحْتَاج إلى بَحْث؛ لأنّ الصَّحَابَة كلهم
الصفحة 1 / 339