×
شرح أصول الإيمان

تَحْرِيم الْمُجَادَلَة في كِتَاب الله

****

وعن عَمْرٍو بْنِ شُعَيْبٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ قَالَ: سَمِع النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا يَتدَارَءُونَ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ الله بَعْضَهُ بِبعْضٍ، وَإِنَّمَا نَزَلَ كِتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلاَ تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُم مِنْهُ فَقُولُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ». رَوَاه أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَه ([1]).

****

 وإنَّما هو ثابتٌ على الْكِتَاب والسُّنَّةِ، ولا يتكلَّفون الْكَلاَم وَكَثْرَتَه، وإنَّما يَقْتَصِر كَلاَمُهم على الإِْفَادَة.

وَلَهَذَا يقول ابْنُ رَجَبٍ: «كَان الْمُتَقدِّمون أَكْثَرَ علمًا وأقلً كلامًا، والمتأخِّرون أَكْثَر كلامًا وأقلَّ علمًا».

وقَوْلُه: «اخْتَارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَلِإِقَامَةِ دِينِهِ» لأَنَّه سُبْحَانَه ما اخْتَارَهُم إلاَّ لِعِلْمِه بِأَنَّهُم يَصْلُحُون لِخِلاَفَة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأُمَّته.

وقَوْلُه: «فَاعْرِفُوا لهم فَضْلَهُم» فلا تتنقَّصوهم أو تتكلَّموا فِيهِم كما يَفْعَل الْمُبْتَدِعَة وَأَهْلُ الضَّلاَل من الرَّافِضَة وَالْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهم، بِخِلاَف أَهْل السُّنَّة الذين يقدِّرون الصَّحَابَة ويحترمونهم ويُجِلُّونهم ويترضَّوْن عنهم وَيَقْتَدُون بهم ويثقون بهم تَمَامَ الثِّقَة.

إنَّ الْقُرْآن كَلاَم الله سبحانه وتعالى: ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [فُصِّلَت: 42]، وقد فُصِّلت آيَاتُه، ويُصدِّق بعضُه بعضًا ويُفسِّر بعضُه بعضًا.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (6741)، والبيهقي في «الشعب» رقم (2258).