×
شرح أصول الإيمان

بَاب: قَوْلُ الله تعالى:

﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ

قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ

 ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ [سبأ:23].

****

 «إِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ» ([1])، وَالْجِنَانُ مَخْلُوقَةٌ، فَمِنْهَا ما هو مَخْلُوق من ذَهَبٍ كُلِّه بآنيتِه وما فيه، ومنها ما هو مَخْلُوق من فِضَّة آنِيَتِه وما فيه، وَالْمُؤْمِنُون يَنْزِلُون في الْجِنَان بِحَسَب أَعْمَالِهِم.

فَفِي الْحَدِيثِ إثْبَاتُ الْجِنَان وهي من أُمُورِ الآْخِرَة ومن عِلْمِ الْغَيْبِ الذي لا يَعْلَمُه إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، فَنُؤْمِنُ بِوُجُودِ الْجَنَّةِ وَبِوُجُودِ النَّار، وَنُؤْمِنُ بِمَا يكونُ يومَ الْقِيَامَة بِجَمِيعِ ما أَخْبَر اللهُ جل وعلا به وما أَخْبَر عَنْه رَسُولُه صلى الله عليه وسلم، فَمَا صَحَّ في الْخَبَر نُؤْمِنُ به.

وَالشَّاهِدُ في الْحَدِيث: بَيَان أنَّه ليس بين أَهْلِ الْجَنَّةِ وبين أن يَرَوْا رَبَّهم إلاَّ أن يَنْزِعَ سُبْحَانَه الْحِجَاب، فهذا فيه إثْبَاتُ الرُّؤْيَةِ كما سَبَق، وَأَن الْمُؤْمِنِين يَرَوْن رَبَّهم.

وفِيَه إثْبَاتُ الْحِجَابِ لِلَّهِ عز وجل، وأنَّه اتَّخَذ الْحِجَاب، فإذا شَاء سُبْحَانَه وأرادَ إكْرَامَ الْمُؤْمِنِين حفَّهم بِرَأْفَتِه وَتَفَضَّل عَلَيْهِم وَنَزَعَه فَرَآه الْمُؤْمِنُون.

قال الشيخُ رحمه الله: «بَاب قَوْل الله تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ [سبأ: 23] » أي: بَيَان تَفْسِير هذه الآْيَة وما جَاء بِمَعْنَاهَا من الأَْحَادِيثِ الصَّحِيحَة؛ لأنَّ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ يُفَسَّر بِالْقُرْآن، فإذا لم يُوجَد في الْقُرْآنِ تَفْسِير، فإنَّه يُفَسَّر


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6987).