ذكرُ عِظَمِ خِلْقةِ الْمَلاَئِكَة
****
وَعَن
جابرٍ رضي الله عنه قَال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أُذِنَ لِي أَنْ
أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللهِ تَعَالَى مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ،
مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ» ([1]).
****
وفي قَوْلِهم: «إِلاَّ أَنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِكَ شَيْئًا»
بَيَان أنَّ من سَلِمَ من الشَّركِ فإنَّه سَلِمَ من خَطَرٍ عَظِيم، وفيه أيضًا
الْخَوْف من الشَّرك، وأنَّ الْمَلاَئِكَةَ عَلَيْهِم السَّلاَم شَكَرُوا اللهَ عز
وجل أنَّه سلَّمَهم من الشَّرك، وهذه نِعْمَةٌ عَظِيمَة، فمَن سَلِمَ من الشِّرْكِ
فإنَّه قد سَلِم من الْخَطَرِ الْعَظِيم، ومن وَقَع في الشَّركِ ولم يَتُبْ منه
فإنَّه لا نَجَاةَ لَه.هَذَا الْحَدِيثُ فيه ذكرُ عِظَمِ خِلْقةِ الْمَلاَئِكَة،
وأنَّ هذا المَلكَ من حَمَلةِ الْعَرْشِ ما بين شَحْمَةِ أُذنِه وعاتقِه مَسِيرَة
سَبْعُمِائَة عَامّ، فدلَّ على عِظَم خِلْقة الْمَلاَئِكَة، وأنَّه لا يَعْلَم
خِلْقه الَملَك إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وإذا كان هذا عِظَمَ الْمَخْلُوقِ
فَكَيْف بعِظَمِ الْخَالِقِ سبحانه وتعالى !
وُفِيَه أنَّ من الْمَلاَئِكَةِ صنفٌ يَحْمِلُون الْعَرْشَ وهذا كما في قولِه تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ﴾ [غافر: 7] وَقَوْله: ﴿وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ﴾ [الحاقة: 17].
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد