×
شرح أصول الإيمان

إثْبَاتُ رُؤْيَةِ الْمُؤْمِنِين لِرَبِّهِم يوم الْقِيَامَة

****

وعن جَرِيرٍ بنِ عَبْدِ الله البَجَليِّ رضي الله عنه قال كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثم قرأ: ﴿فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ [طه:130] ([1]).

****

وقولُه صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَْرْضِ» أي: تُوضَع له الْمَحَبَّةُ في قُلُوبِ النَّاسِ، فإذا رَأَيْتَ شخصًا يُحِبُّه النَّاسُ من أَهْلِ الْخَيْرِ وَالإِْيمَانِ، فهذا عَلاَمَةٌ على أنَّ اللهَ قد أَحبَّه وَأَحَبَّتْه الْمَلاَئِكَة، وإذا رَأَيْت شخصًا يَكْرَهُه أَهْلُ الدِّيْنِ وَأَهَلُ الإِْيمَانِ فَاعْلَم بأنَّ هذه عَلاَمَةٌ على أن اللهَ يَكْرَهُه وَيَكْرَهُه كَذَلِك أَهْلُ السَّمَاء؛ واللهُ جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا [مريم: 96] أي: مَحَبَّة.

فَالطَّاعَاتُ سَبَبٌ لِنَيْلِ مَحَبَّةِ اللهِ جل وعلا، وَمَحَبَّةِ الْمَلاَئِكَةِ وَأَهَلِ الأَرْض، وَالْمَعَاصِي على الْعَكْس، فهي سَبَبٌ لِبُغْضِ اللهِ جل وعلا لَهَا وَلِصَاحِبِهَا، وَبُغْضِ أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهلِ الأَرْض له؛ ولهذا يقولُ صلى الله عليه وسلم: «أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَْرْضِ» ([2]).

هذا الْحَدِيثُ فيه أن الصَّحَابَةَ رضي الله عنهم كانوا جلوسًا عند النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ»؛ يعني: لَيْلَة التَّمَام، إمَّا لَيْلَة الرَّابِع عَشَر


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (529)، ومسلم رقم (633).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1301)، ومسلم رقم (949).