النَّهْيُ عن تَرَكِ الْعَمَلِ بِكِتَابِ اللهِ
تعالى
****
وَعَنّ
عليٍّ رضي الله عنه قَال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْل: «أَلا
إنَّها ستكونُ فتنةٌ» قُلْت: ما المَخرَجُ منها يا رَسُولَ اللَّه؟ قَال: «كتابُ
اللَّه، فيه نَبَأُ ما كان قَبلكُم، وخبرُ ما بَعدكُم، وحُكمْ ما بَينَكُم، وهو
الفَصْلُ ليس بالهَزْلِ، ما تَركَه من جبَّارٍ قَصمَه اللَّه، ومن ابتَغى الهُدى
من غيرِه أضلَّهُ اللَّه، وهو حَبْلُ اللهِ المتينُ، وهو الذِّكرُ الحَكيمُ، وهو
الصِّراطُ المستقيمُ، هو الذي لا تَزيغُ به الأَهواءُ، ولا تَلتَبِسُ فيه
الألسنةُ، ولا تَشبعُ منه العلماءُ، ولا يَخْلَق عن كَثرةِ الرَّدِّ، ولا
تَنْقَضِي عجائبُه، هو الذي لم تَنْتَهِ الجِنُّ إذ سَمعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: ﴿قُلۡ
أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا
قُرۡءَانًا عَجَبٗا ١يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فََٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ
بِرَبِّنَآ أَحَدٗا ٢﴾ [الجن: 1- 2]، من قال به صَدقَ، ومن عَمِلَ به
أُجِرَ، ومن حَكمَ به عَدَل، ومن دَعا إلَيْه هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيمٍ». رَوَاه
التِّرْمِذِيّ وَقَال: غَرِيب ([1]).
****
هَذَا الْحَدِيثُ من جُمْلَةِ الأَْحَادِيثِ التي سَاقَهَا الْمُؤَلِّفُ رحمه الله في الْوَصِيَّةِ بِكِتَابِ اللهِ عز وجل؛ إذ سَبَقَه أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ في الْوَصِيَّةِ بِكِتَابِ اللهِ عز وجل وذا من جُمْلَتِهَا، وهذا قد رَوَاه التِّرْمِذِيّ وَغَيَّرَه، وَلَكِن التِّرْمِذِيّ قَال: هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُه إلاَّ من هذا الْوَجْه، وَإِسْنَادُه مَجْهُول، وهذا الْحَدِيثُ من أَقْسَامِ الآْحَادِ على اعْتِبَارِ أنَّ الْحَدِيثَ في الأَْصْلِ يَنْقَسِمُ إلى قسمين: حَدِيثٍ مُتَوَاتِر، وَآخَر آحَاد.
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد