×
شرح أصول الإيمان

بابُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ

 وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ

 وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ

 وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [الزُّمَر:67].

****

 وهناك من الطَّوَائِفِ الضَّالَّةِ الْمُنْحَرِفَةِ من يقولُ بِقَوْلِ الْيَهُود، ويقولون: إن جِبْرِيلَ خَان الرِّسَالَةَ لأَنَّهَا لعليٍّ بنِ أَبِي طَالِب، وَلَكِنَّ جِبْرِيلَ صَرَفَها لِمُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، ويقولون: خَان الأَْمِين؛ قَبَّحَهُم الله، لأَنَّهُم هُم أَنْفُسُهم منحدرون من الْيَهُود، فهذه مَقَالَةُ الْيَهُودِ تمامًا.

هذا الْبَابُ جَاء في تَفْسِيرِ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [الزُّمَر: 67].

وَتَفْسِيرُ هذه الآْيَةِ جَاء في السُّنَّةِ كما في «صَحِيح مُسْلِم»: «يَطْوِي اللهُ عز وجل السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟» ([1])، وَيُكَرِّر هذا فلا يُجِيبُه أَحَد، كما جَاء في حَدِيثٍ آخَر، فَيُجِيبُ سبحانه وتعالى نَفْسَه فَيَقُول: ﴿لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ [غافر: 16] ولا أَحَد يَعْتَرِضُ على هَذَا، كلٌّ مُقِرٌّ بأنَّ الْمُلْكَ لِلَّهِ سبحانه وتعالى، وهذا من تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ وهو مُقِرَّة به جَمِيع الأُْمَم وَأَن الْمُلْك الْيَوْم لِلَّه، وَلَكَنَّهُم في حَيَاتِهِم الدُّنْيَا كانوا يَعْبُدُون مَعَه غَيْرُه، يَزْعُمُون أن هَؤُلاَء شُفَعَاءُ وَوَسَائِطُ عند اللهِ سبحانه وتعالى، وَإِلا فهُم يَعْرِفُون أنَّ هذه الْمَعْبُودَاتِ ليس لَهَا من الْمُلْكِ شَيْء، وَأَن الْمُلْكَ لِلَّهِ عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2788).