نَفْي النَّوْم عن الله تعالى
****
وعن
أَبَى مُوسَى رضي الله عنه قال: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي
لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ
اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ
اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ
مَا انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُه مِنْ خَلْقِهِ» ([1]).
****
أَحَدٌ، فَرْدٌ صَمَدٌ
﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ
يُولَدۡ ٣وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾
[الإخلاص: 3- 4]، هذه صِفَة الله جل وعلا. وَلَمَّا قال المُشْرِكُون للنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم: صِفْ لَنَا ربَّك، أَنْزَل الله هذه السُّورَة ([2]).
فَفِي هذا تنزيهُ الله -تعالى- عن الشِّرك، وأنَّ
العَمَل الذي يَقَع فيه الشِّرك لا يتقبَّله الله؛ ولهذا قال كما في هذا الحَدِيث
القُدْسِيِّ: «تَرَكْتُهُ وشِرْكَهَ»،
فَالعَمَل الذي فيه شِرْكٌ لا يَقْبَلُه الله تَعَالَى، وهو مَرْدُودٌ على
صَاحِبِه وَبَاطِلٌ، فهو -سُبْحَانَه- لا يَقْبَل من الأَعْمَال إلاَّ ما كان
خالصًا لِوَجْهِه الكَرِيمِ، وكان صوابًا على سُنَّة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم.
هذا حَدِيث عَظِيمٌ، فيه تعريفٌ بِاَللَّه جل وعلا، فَقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَنَامُ» فقد نَفَى الله تعالى عن نَفْسِه النَّوْم في القُرْآن الكَرِيم فقال سُبْحَانَه: ﴿لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ﴾ [البقرة: 255]؛ لأنَّ النَّوْم مَوْتَةٌ صُغْرَى، ولأنَّ النَّوم ضَعْفٌ في النَّائِم، والله يُنزَّه عن ذلك، وذلك لِكَمَال
([1]) أخرجه: مسلم رقم (179).
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد