مَا جَاء في إثْبَات صِفَة الرِّضَا لِلَّه تعالى
****
وَلَهُ
عَنْه مرفوعًا: «إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَْكْلَةَ
فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» ([1]).
****
وأمَّا المُؤْمِن فإنَّه إذا عَمِل الحَسَنَات، فإنَّ
الله يَجمع له بين خَيرَي الدُّنْيَا وَالآخِرَة، فيدَّخر له حَسَنَاتِه في
الآخِرَة، لأنَّ جَزَاء الآخِرَة خَيْرٌ وَأَحْسنُ، ولا يُحْرِمُه أيضًا من
الجَزَاء في الدُّنيا، بل يُعجِّل له شيئًا من الجَزَاء في هذه الحَيَاة الدُّنيا
من سَعة الرِّزق والصِّحةِ وَالعَافِيَةِ، فهو يُعطي المُؤْمِن على حَسَنَاتِه في
الدُّنيا وَالآخِرَة، ولكنَّه يُعْطِيه في الآخِرَة أَكْثَر مِمَّا يُعطيه في
الدُّنيا، وهذا بِخِلاَف الكَافِر، فَإِن الله يُعطيه في الدُّنيا، وأمّا في
الآخِرَة فإنَّه يَحْرِمُه من رَحْمَتِه وجنَّته، هذا ما يَدُلُّ عَلَيْه
المَفْهُوم من الحَدِيث.
وفي الحَدِيث كَذَلِك بَيَان سَعَة فَضْل الله عز وجل
حَتَّى إنَّه يَشْمَل أَعْدَاء الله والكُفَّارَ، فهو يَرْزُقُهُم ويُنْعِمُ
عَلَيْهِم في هذه الدُّنيا ويُصِحُّ أبدانهم، وهذا كُلُّه من إحْسَانِه وَفَضْلِه
سبحانه وتعالى، فلا يُعاجلهم بِالعُقُوبَة، وَلَكَنَّهُم إذا مَاتُوا على
كُفْرِهِم فَإِنَّهُم لا ثَوَاب لهم في الآخِرَة.
في الحَدِيث وَصْفُ الله عز وجل بالرِّضا، وهي صِفَةٌ تَلِيق بِجَلاَلَه سبحانه وتعالى: فَقَوْلُه: «لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ...» إلَخ يَعْني: يَرْضَى عن العَبْد الذي يَشْكُر النِّعَم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد