بَيَانُ أنَّ الصِّرَاطَ هو الإِسلام
****
وعن
ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: «ضَرَبَ
اللهُ مَثلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ سُوُرَانِ،
فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحةٌ، وَعَلَى الأَْبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وعِنْد
رَأْسِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُوْل: اسْتَقِيمُوا عَلَى الصِّرَاطِ وَلا تعْوَجُّوا.
وَفَوْق ذَلكَ دَاعٍ يَدْعُو؛ كَلَّمَا هَمَّ عَبْدٌ أَنْ يَفْتَحَ شَيْئًا مِن
تِلْك الأَْبْوَاب قَال: وَيْحَك لا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّك إِنْ فَتَحْتَه
تَلِجْهُ!». ثم فَسَّرَه فَأَخْبَرَ أنَّ الصِّرَاطَ هو الإسلام، وَأَن
الأَْبْوَابَ الْمُفَتَّحَةَ مَحَارِمُ اللَّه، وَأَنَّ السُّتُورَ الْمُرْخَاة
حُدُودُ اللَّه، وَأَن الدَّاعِيَ على رَأْسِ الصِّرَاطِ هو الْقُرْآن، وَأَن
الدَّاعِيَ من فَوْقه هو وَاعِظُ اللهِ في قُلبِ كلِّ مُؤْمِن. رَوَاه رَزِين،
وَرَوَّاه أَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ عن النَّوَّاس بن سَمْعَان بِنَحْوِه ([1]).
****
الصِّرَاط في
اللُّغَة: هو الطَّرِيق، وَالْمُرَاد به هُنَا: الإسلام، ولهذا
قال تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ
هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ﴾
[الأَْنْعَام: 153]، فَالإِْسْلاَمُ هو الطَّرِيقُ الْمَوْصِلُ إلى اللهِ
تَعَالَى، فَمَن أَرَاد الْوُصُولَ إلى مَرْضَاةِ اللهِ وَجَنَّتِه لا بدَّ له من
اتِّبَاعِ النَّهْجِ المُوصِلِ إلَيْه وهو الإسلام الذي هو صِرَاطُ اللَّه.
وَلَكِن من حِكْمَةِ اللهِ تعالى أن جَعَلَ على جَنَبَتَيْ هذا الطَّرِيقِ أبوابًا يمينًا وشمالاً، وعلى هذه الأَْبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاة، وهذه الأَْبْوَابُ إنَّما هي أَبْوَابُ الْفِتَنِ وَالشُّرُور، فَمَن فَتَحهَا وَوَلَج فِيهَا فقد خَرَج عن الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيم، وهذا كما في قولِه تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد