إثْبَات صِفَة الصَّبر لِلَّه تعالى
****
وعن
أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: «مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللهِ، يَدْعُونَ لَهُ
الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ» ([1]).
****
إلى الجَنَّة ولو بِالسَّلاَسِل، هذا هو غَايَة الجِهَاد
في سَبِيل اللَّه، وهو من مَصْلَحَة النَّاس؛ فَالمُؤْمِن يَنَال به الأَجْر
وَالثَّوَابَ وَالشَّهَادَةَ، وقد يكون الكَافِر سببًا في دُخُول الكَافِر
الإِسلام وَإِخْرَاجَه من الكُفْر إلى الإِيمَان وبالتَّالي دُخُولِه الجَنَّة.
وقد قال الله تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا
يُحۡيِيكُمۡۖ﴾ [الأَنْفَال: 24] أَي: إذا
دَعَاكُم لِلجِهَاد؛ سَمَّاه حياةً!
هذا الحَدِيثُ فيه أنَّ الله سبحانه وتعالى يَصْبِر على
أَذَى عِبَادِه؛ وَالصَّبْر مَعْنَاه: الحَبْس، فالله جل وعلا يَصْبِر على أَذَى
عِبَادِه، فلا يُعاجلهم بِالعُقُوبَة، وإنَّما يُؤَخِّرُهُم، فَإِن تَابُوا تَاب
الله عَلَيْهِم، وَتَأْخِيرُهُم إنَّما هو من باب الإِحْسَان إليهم،
وَإِعْطَائِهِم الفُرْصَة وَالمُرَاجَعَةَ، فلا يُعاجلهم في العُقُوبَة.
فَهَذَا الحَدِيثُ فيه وَصْفُ الله بِالصَّبْر، وأنَّه سبحانه وتعالى يَصْبِر، ومن أَسْمَائِه سبحانه وتعالى الصَّبُور، والصبور مَعْنَاه: شَدِيد الصَّبْر الذي لا يُعَاجِل النَّاس بِالعُقُوبَة، ومما يَدُلُّ على صَبْرِه سُبْحَانَه أنَّ النَّاس يَسُبُّونَه وَيُشْرِكُون به وَيَعْصُونَه ومع ذلك يُغَذِّيهِم بِالنِّعَم وَيُعْطِيهِم العَافِيَة وَيُحْسِن إليهم؛ رَحْمَةً بِهِم لَعَلَّهُم يَتُوبُون إلَيْه سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد