×
شرح أصول الإيمان

انْتِصَارُ اللهِ لأَِوْلِيَائِه وَانْتِقَامِه من أَعْدَائِهِم

****

وعن أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللهَ تبارك وتعالى قال: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ,فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ,وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي المؤمنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» ([1]).

****

وُفِيَه أنَّ مَن لم يُحَافِظْ على الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فإنَّه يُحْرَمُ من رُؤْيَةِ اللهِ يومَ الْقِيَامَة؛ نَسْأَلُ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَة.

هذا حَدِيثٌ عَظِيم، فيه أن اللهَ جل وعلا يقولُ في هذا الْحَدِيث الْقُدْسِيّ: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» الْوَلِيّ: الْعَالِمُ بِالله الْمُوَاظِبُ على طَاعَتِه الْمُخْلِص في عِبَادَتِه، وهو الْمَحْبُوب، وَوَلِيُّ الله: عَبْدَه الذي يُحِبُّه سبحانه وتعالى، وقد تَقَدَّم لَنَا أن اللهَ يُوصَف بِأَنَّه يُحِبُّ أَهْلَ الإِْيمَان، فَمَن أَحَبَّه الله فهو وَلِيُّ الله، والوَلايةُ بِفَتْح الْوَاو: الْحُبّ، وأمَّا الوِلاية بِكَسْر الْوَاو: فهي الْوَظِيفَةُ وَالإِْمَارَة، وأمَّا الْوَلاَيَة بِفَتْح الْوَاو: فهي الْمَحَبَّة.

وَقَد بيَّن اللهُ تبارك وتعالى من هو وَلَيُّه في كِتَابِه الْعَزِيز فقال: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6137).