أَجْر من أَحْيَا سُنّةً من سُننه صلى الله عليه
وسلم
****
وعن
عَمْرٍو بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي
قَدْ أُمِيْتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَْجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنقُصَ مِنْ أُجُورِ النَّاسِ شَيْئًا، وَمَنِ ابْتَدعَ
بِدْعَةَ ضَلاَلَةٍ لاَ تُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ إِثْمِ
مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنَ النَّاسِ لاَ يَنقُصُ مِنْ آثَامِ النَّاسِ شَيْئًا».
رَوَاه التِّرْمِذِيُّ وحسَّنه وَابْنُ مَاجَه، وهذا لَفْظُه ([1]).
****
ففي الْحَدِيث الحَثُّ على التَّعَاوُن على البِرِّ
والتَّقوى، وفيه أنَّ من دلَّ على الْخَيْر كان له من الأَْجْر مثل أَجْر
فَاعِلِه، وهذا تَرْغِيبٌ لِلدَّلاَلَة على الْخَيْر المعنويِّ والحسِّيِّ.
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمَيتَتْ» الْمُرَاد: من
عَمِلَ بسُنَّةٍ من سُنن الرَّسول صلى الله عليه وسلم بعد أنْ تُرِكتْ من النَّاس
أو جَهِلُوهَا ثم نَشَرها أحدُ النَّاس كان «لَهُ
مَنَ الأَْجْرِ مِثْلُ مَنْ عَمِلَ بِهَا»؛ ففي هذا الحَثُّ على إحْيَاء
السُّنَن التي قد نَسِيَهَا النَّاسُ أو جَهِلُوهَا.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلاَلةٍ لاَ تُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ إِثْمِ مَنْ عَمِلَ بِهَا» هذا فيه أنَّ من أَحْيَا أو ابْتَدَع بِدْعَةً، فَعَلَيْه من الإِْثم مِثْلِ آثَام مَنْ عَمِل هذه الْبِدْعَةَ، وفي هذا أيضًا ردٌّ على من يُروِّجون لِلْبِدَع من إحْيَاء الموالد وَزِيَارَةِ آثَار الصَّالِحِين والتبَرُّكِ بها، فهؤلاء عَلَيْهِم من الإِْثم مِثْل آثَام مَن تَبِعَهُم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد