×
شرح أصول الإيمان

لا يُقطَع لأَِحَدٍ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ والنارِ إلاَّ بِدَلِيل

****

وفي «صَحِيح مُسْلِم» عن عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عنها قالت: دُعِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الأَْنْصَارِ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ: «أَوَغَيْرُ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلاً، خَلَقَهُمْ لَهَا، وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلاً، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ» ([1]).

****

 فِي هذا الْحَدِيثِ أنَّه لا يُشهَدُ لأَِحَدٍ بِأَنَّه من أَهْلِ الْجَنَّةِ إلاَّ بِدَلِيل، وكذلك لا يُشْهَد لأَِحَدٍ أنَّه من أَهْلِ النَّارِ إلاَّ بِدَلِيل، وَعَائِشَة رضي الله عنها قالت في هذا الْحَدِيث: «طُوبَى لَهُ، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ» وهي بذلك شَهِدَت له بِدُخُولِ الْجَنَّة، وَلَكِنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم أَنْكَر عليها هذه الشَّهَادَة.

وأمَّا مَسْأَلَةُ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِين وماذا يكون مَصِيرُهُم في الآْخِرَة، نَقُول: إنَّ أَطْفَالَ الْمُؤْمِنِين تَبَعٌ لآِبَائِهِم في الْجَنَّة.

وأمَّا أَطْفَالُ الْكُفَّارِ فهؤلاء مَوْضِعُ خِلاَفٍ بين الْعُلَمَاء، منهم من يقول: إنَّهُم من أَهْلِ النَّار وهم تَبَعٌ لآِبَائِهِم، ومنهم من يقول: إنَّهُم من أَهْلِ الْجَنَّة؛ لأَنَّهُم لم يَعْمَلُوا عَمَلَ أَهْلِ النَّار، فهم من أَهْلِ الْجَنَّة، ومنهم من يقول: إنَّه يُرْسَلُ إليهم رَسُولٌ يومَ الْقِيَامَةِ وَيَدْعُوهُم، فَمَن آمَن دَخَل الْجَنَّةَ ومن كَفَر دَخَلَ النَّار، وَالصَّحِيحُ التَّوَقُّفُ في هذا الأَمْر،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2662).