الدَّعْوَة إلى الاِقْتِدَاء بالسَّلف الصَّالِحِ
****
وعن
حُذَيْفةَ رضي الله عنه قَالَ: «كُلُّ عِبَادَةٍ لاَ يَتعَبَّدُهَا أَصْحَابُ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلاَ تَعَبَّدُوهَا، فَإِنَّ الأْوَّلَ لَمْ يَدَعْ
لِلآخِرِ مَقَالاً، فَاتَّقُوا اللهَ يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ وَخُذُوا طَرِيقَ
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ». رَوَاه أَبُو دَاوُد ([1]).
****
الآْيَات
الْقُرْآنِيَّةِ أو الأَْحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ لِلدَّلاَلَة على مَقَالاَتِهِم
الضَّالَّةِ، وفي هذا خَطَرٌ عَظِيمٌ؛ لأَنَّه إذا ما بَرَز الْمُنَافِقُون في
الْكِتَابَة وَالتَّأْلِيفِ وَالْخُطَبِ وَالْمَحَاضَرَاتِ والنَّدَواتِ فستكون
الأمَّةُ على خَطَرٍ؛ لأنّ النَّاس لا يَعْلَمُون نِفَاقَهُم، ولا يَعْلَمُون
أَنَّهُم لا يَفْهَمُون الْكِتَاب والسُّنَّةَ، فَإِنَّهُم إذا ما سَمِعُوا
الآْيَة أو الْحَدِيثَ رُبَّمَا يقتنعون بما يَصْدُر عن هَؤُلاَء.
وقَوْلُه: «وحُكمُ الأئمَّةِ المُضِلِّين» وَالْمُرَاد بهم السَّلاَطِين
المُضِلُّون الْجَبَابِرَةُ الذين لا يُرِيدُون الحقَّ، فهم يَهْدِمُون الإسلام؛
لأنَّ النَّاس يَتْبَعُونَهُم؛ إمَّا خوفًا من سَطْوَتِهِم، وإمَّا رغبةً فِيْمَا
عِنْدَهُم من حُطام الدُّنيا؛ فأخْطر ما يكون على الْمُسْلِمِين هَؤُلاَء
الأَْصْنَافُ الثَّلاَثَةُ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ المُضِلِّيْنَ» ([2]).
هذا مرَّ نَحْوُه في حَدِيث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه والذي فيه قوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً» قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟
([1]) أخرجه: ابن المبارك في «الزهد والرقائق» رقم (47)، والمروزي في «السنة» رقم (86).
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد