صِفَات الْفِرْقَة النَّاجِيَة من النَّار
****
وَعَنْهُ
أيضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى
أُمَّتِي كَمَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ، حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ،
حَتَّى إِنْ كَانَ فِيْهِمْ مَنْ أَتَى أُمِّهِ عَلاَنِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي
مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيْلََ افْتَرَقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ
وَسَبْعِيْنَ مِلَةً وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ مِلَّةً،
كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحَدَةً» قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» رَوَاه التِّرْمِذِيُّ ([1]).
****
هذا الْحَدِيثُ
فيه فَوَائِدُ عَظِيمَةٌ، فيه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَر عن
وُقُوع التَّشبُّه بِالْيَهُودِ والنَّصَارَى، وقد نُهِينا عن التَّشبُّه بهم،
فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ
بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([2]).
وَقال شَيْخُ الإسلام ابْنُ تَيْمِيَّة رحمه الله: «وهذا الْحَدِيثُ أقلُّ أَحْوَالِه أنَّه
يَقْتَضِي تَحْرِيم التَّشبُّه بهم، وَإِنْ كان ظَاهِرُه يَقْتَضِي كُفر
المُتشبِّه بهم» ([3]).
وَذَلِك أنَّ من تشبَّه بهم في الظَّاهِر فهذا دَلِيلٌ
على أنَّه يُحبُّهم في الْبَاطِن؛ إذ لو كان يَبْغُضهم في الْبَاطِن لما تشبَّه
بهم.
فَلا يَجُوز التَّشبُّه بِالْكُفَّار أو بعباداتهم وَدِينِهِم ولا في عَادَاتِهِم وتقاليدِهم؛ لأنَّ الْمُسْلِمِين أعزُّ الأُْمَم، فَيَنْبَغِي عَلَيْهِم الاِعْتِزَاز بِدِيْنِهِم
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والطبراني في «الكبير» رقم (7659).
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد