مَعْصِيَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم تُوجِب
دُخُول النَّار
****
وَلِلْبُخَارِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«كلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَي» قِيْل: وَمَنْ يَأْبَى؟
قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى» ([1]).
****
وَقَوْله: «شرَّ الأُْمُور مُحْدَثَاتُهَا» لمَّا ذكر صلى الله عليه وسلم خَيْرَ
الأُْمُورِ ذكر شرَّها، وهي الْمُحْدَثَاتُ التي تُحدَث في الدِّين.
وفي هذا ما يدلُّ على أنَّه لا يَكْفِي من الْمَرْءِ أن
يبيَّنَ لِلنَّاسِ الحقَّ وَيُتْرَكَ بَيَانَ الْبَاطِل، كما يقول بَعْض
الجُهَّال: علِّموا الناسَ التَّوْحِيدَ ولا دَاعِي لِتَعْلِيمِهِم الشرك! وَالصَّحِيحُ
في ذلك هو ذكرُ النَّقِيضِ أيضًا لأَِجْلِ أن يَجْتَنِبُوه، وَالرَّسُولُ صلى الله
عليه وسلم ذكر الأَْمْرَيْن، فلمَّا ذكر الْخَيْرَ ذكر أيضًا الشرَّ لأَِجْلِ أن
يَحْذَرَه النَّاس، فَلا بدَّ من بَيَانِ الْخَيْرِ وَبَيَانِ الشَّرّ؛ ولهذا
نَجِدُ في كَتْبِ الْعَقَائِدِ بيانًا لِلتَّوْحِيدِ وبيانًا لِلشِّرْك، وَنَجْدُ
فِيهَا بيانََ قَوْلِ أَهْلِ السُّنةِ وَالْجَمَاعَةِ وَبَيَانِ قَوْلِ
الطَّوَائِفِ الضالَّةِ من أَجلِ الْحَذَرِ منهم؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وشرَّ الأُْمُور مُحْدَثَاتُهَا» وهي
الْبِدَع.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «وُكل بِدْعَة ضَلاَلَة» هذا زِيَادَةُ
تَوْضِيحٍ منه صلى الله عليه وسلم، وفي هذا نفيٌ وردٌّ لِمَن يقول بِوُجُودِ
بِدْعَة حَسَنَة، وَكَلِمَة «كَلّ»
فِيهَا ردٌّ لِلْقَائِلِين بهذا الْقَوْل، وِجَاء في بَعْضِ الرِّوَايَات: «وُكل ضلالةٍ في النَّار» ([2]).
هذا الْحَدِيثُ فيه أنَّ من أَطَاع الرَّسول صلى الله عليه وسلم دَخَل الجَّنة،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6851).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد