الحثُّ على قتالِ الْمُشْرِكِين
حَتَّى يكونَ الدّيْنُ كلُّه لِلَّه
****
عن
أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوُا أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله
وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ، فَإِذَا فَعَلُوُا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عز وجل ». رَوَاه
مُسْلِم ([1]).
****
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «أُمرتُ» الذي أَمرَه صلى الله عليه وسلم
هو اللهُ جل وعلا: «أن أُقاتِلَ الناسَ
حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَه إلاَّ الله» هذا فيه وُجُوبُ قتالُ
الْمُشْرِكِين حَتَّى يكونَ الدِّينُ كلُّه لِلَّهِ ولا يَبْقَى شِرْك، قال
تَعَالَى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ﴾ [الأنفال: 39]؛ فَقِتَالُ الْمُشْرِكِين إنَّما هو
لأَِجْلِ شِرْكِهِم وَإِزَالَتِه، لأنَّ الخَلْقَ خُلقوا لِعِبَادَةِ اللهِ جل
وعلا، فإذا عَبَدُوا غيرَه وَجَب قتالُهم بِأَمْرِ اللهِ جل وعلا، فهو سُبْحَانَه
لم يَخلُقْهم لِيَعْبُدُوا غيرَه بل خَلَقَهُم لِيَعْبُدُوه، فإذا خَالَفُوا
وَعَبَدُوا غيرَه فَإِنَّهُم يُقاتَلون ولا يَنْبَغِي تَركُهم يَنْشُرُون الشَّركَ
في الأَرْضِ ويُجبِرون النَّاسَ عَلَيْه.
وفي الْحَدِيثِ ردٌّ على الْقَائِلِين:
إنَّ الإسلامَ دينُ مسالَمةٍ وَسَلاَم وَتَسَامَح، وليس دينَ قتالٍ إلاَّ في حَقِّ
من اعْتَدَى على الْمُسْلِمِين، فإنَّه يُقاتَل من بابِ الدِّفَاع!
هَذَا كَلاَمٌ بَاطِل، بل يَجِبُ قتالُ الْمُشْرِكِين لأَِجْلِ شِرْكِهِم وإزالتِه وقَمْعِ الْمُشْرِكِين، حَتَّى يكونَ الدِّينُ كلُّه لِلَّه إذا كان عند الْمُسْلِمِين قوَّة
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد