×
شرح أصول الإيمان

النَّهْي عن الأَْخْذ من الْيَهُودِ والنَّصارى

****

وعن جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّا نَسْمَعُ أَحَادِيثَ مِنْ يَهُودَ تُعْجِبُنَا، أَفَتَرَى أنْ نَكْتُبَ بَعْضَهَا؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَمُتَهَوَّكُونَ أَنْتُمْ كَمَا تَهَوَّكَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، وَلوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إلاَّ اتِّبَاعِي». رَوَاه أَحْمَدُ ([1]).

****

 لَقَد قال ما قَالُه صلى الله عليه وسلم في هذا الْحَدِيثِ؛ لأنَّ شَرِيعَتَه شَرِيعَة كَامِلَة، وقد قال تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3] فهي شَرِيعَةٌ كَامِلَةٌ وَشَامِلَةٌ لمُتطلَّبات النَّاس إلى أن تَقُوم السَّاعةُ، وهي أيضًا شَرِيعَةٌ نَاسِخَةٌ لما قَبْلهَا من الشَّرَائِع، فَيَجِب الْعَمَلُ بِالنَّاسِخ وتَرْكُ الْمَنْسُوخ، فلا يَجُوز لَنَا أن نَأْتِي بِشَيْءٍ من التَّوْرَاة أو من الإِْنْجِيل وننشره بين النَّاس؛ لأنَّ في شَرِيعَتِنَا ما يَكْفِي الجِنَّ وَالإِْنْسَ، وَيَكْفِي لِجَمِيع الأَْزْمَان إلى أن تَقُوم السَّاعَة.

فَيَنْبَغِي الاِقْتِصَار على سُنَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْكَر على عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لمَّا رَأَى مَعَه أوراقًا من التَّوْرَاة، وقال له: إنَّا نَسْمَع أَحَادِيث من يَهُود فتُعجبنا، أَفَتَرَى أنْ نَكْتُب بَعْضَهَا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إلاَّ اتَّبَاعِي»؛ وذلك لأنَّ شَرِيعَة مُوسَى نُسخت، وأُمِر الْجَمِيعُ باتِّباع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (15156).