بَيَان مَدَى عَظَمَة الله تعالى
****
وَعَنْ
أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ
أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلهِ تَعَالَى، وَاللهِ
لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا،
وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى
الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى» ([1]).
قَوْلُه:
«لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» ([2]).
****
وفي هذا مَشْرُوعِيَّة الشُّكر وَالحَمْدِ لِلَّه عز وجل،
فإذا أَكَل يقول: الحَمْد لِلَّه، وإذا شَرِب يقول ذلك، كما أنَّه عند البِدَايَة
يقول: بِاسْم الله، وهذا من آدَاب الإِسلام؛ لأنَّ هذا الأَكْلَ وهذا الشُّرْبَ لم
يَصِل إلى الإِنْسَان إلاَّ بِفَضْلِه سبحانه وتعالى، فهو الذي خَلَقَه ويسَّره،
وهو الذي مكَّن العَبْد منه، وهو الذي يُنفع به إذا أُكل وشُرب، فيُغذِّي العَبْد به
ويُخلِّصه من أَذَاه، فكلُّ هذا وَنَحْوِه من فَضْلِه وَكَرْمِه سبحانه وتعالى،
فإذا ما أَكَل وَشَرِب العَبْد وَشَكَر الله على ذلك، فإنَّه يَرْضَى عَنْه.
ففي هذا الحَدِيث إثْبَات صِفَة الرِّضا لِلَّه عز وجل
من غير تَكْيِيفٍ ولا تَمْثِيلٍ، وفيه بَيَان مشروعيَّة حَمْد الله على الأَكْل
وَالشِّرْب.
هذا حَدِيثٌ عَظِيمٌ، فيه بَيَان عَظَمَة الله سبحانه وتعالى، وَفِيْه وَصْفٌ لِصَوْت السَّمَاء من ثِقَل ما عليها من ازْدِحَام المَلاَئِكَة وَكَثْرَةِ السَّاجِدِين فِيهَا.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2312)، وابن ماجه رقم (4190)، والبيهقي رقم (13115).
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد