خُطُورَة اتِّبَاع ما تَشَابَه من الْقُرْآن
****
وعن
عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: تَلاَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ﴿هُوَ
ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [آل عمران: 7]
فَقَرَأ إلى قَولِه: ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ
أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [آل عِمْرَان: 7] قالت: قَال: «فَإِذَا رَأَيْتُم
الَّذِي يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَه مِنْه فَأُولَئكِ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ
فَاحْذَرُوُهُم». مُتَّفَق عَلَيْه ([1]).
****
وَلَا
تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأَْنْعَام: 153]، فهناك صِرَاطٌ مُسْتَقِيم، وهناك
سُبُلٌ كَثِيرَةٌ وهي الأَْبْوَابُ التي على جَنْبَتَي هذا الصِّرَاط.
فَالْوَاجِبُ هو السَّيْرُ على الصِّرَاطِ وَعدِمُ
الاِلْتِفَاتِ إلى هذه الأَْبْوَاب، ولا كشف السُّتُور التي عَلَيْهَا،
وَالسُّتُور هُنَا هي الْحُدُود التي جَعَلَهَا الله لِرَدْعِ من يُرِيد أنْ
يَدْخُلَ في هذه الأَْبْوَاب؛ ولهذا قال في تَفْسِيرِه لِهَذَا الْحَدِيث: «وَأَن السُّتُورَ الْمُرْخَاةَ حُدُودُ
اللَّه، وَأَنَّ الدَّاعِيَ على رَأْسِ الصِّرَاطِ هو الْقُرْآن، وَأَن الدَّاعِيَ
من فَوْقه هو وَاعِظُ الله في قلبِ كلِّ مُؤْمِن» وُكُلُّ ذلك وَاضِحٌ
مَعْنَاه.
هَذَا حَدِيثٌ عَظِيم، فِيْه: أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أَنْزَل الْكِتَابَ وَجَعْل منه آياتٍ محكماتٍ وأُخَرَ متشابهاتٍ؛ ولهذا قال تَعَالَى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ﴾ [آل عمران: 7] أَي: انْحِرَاف ﴿فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ﴾ [آل عمران: 7] على قِرَاءَة من يُعْطَف قَوَّلَه: ﴿وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ﴾ [آل عمران: 7] على قَوَّلَه: ﴿إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾ [آل عمران: 7]
الصفحة 1 / 339