×
شرح أصول الإيمان

تَهَيُّؤ مِلْك النَّفْخ في الصُّوَر

****

رَوَى التِّرْمِذِيُّ -وَحَسَّنه- وَالْحَاكِمُ عن أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْه قَال: قال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَأَصْغَى سَمْعَهُ، يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ فَيَنْفُخَ». قَالُوا: فَمَا نَقُولُ يا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: «قُولُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا» ([1]).

****

 هذا الْحَدِيثُ فيه ذكرُ خَوْفِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَطْلَعَه اللهُ عَلَيْه من أنَّ ملَكَ النَّفْخِ في الصُّور قد تَهَيَّأ لِذَلِك منتظرًا لِلأَْمْر، وهذا فيه دَلِيلٌ على قُرْبِ قِيَامِ السَّاعَة؛ قال تَعَالَى: ﴿وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا [الأحزاب: 63] وَقِيَامُ السَّاعَةِ هَوْلٌ عَظِيم؛ قال تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ٢ [الْحَجّ: 1- 2]، فَكَيْف لا يَخَافُ الإِْنْسَانُ من هذا الْهَوْلِ ولا يَسْتَعِدُّ لَه.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2431)، وأحمد رقم (3008)، والحاكم رقم (8677).