وروى
الإمامُ أَحْمَدُ عَن عَبْدِ اللهِ قَال: «رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ، وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا
قَدْ سَدَّ الأُْفُقَ، يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ
وَالْيَاقُوتِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ» ([1]).
صِفَةُ ثِيَابِ جِبْرِيل عليه السلام
****
وعن
عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُود رضي الله عنه قَال: «رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم جِبْرِيلَ فِي حُلَّةِ خَضْرَاءَ قَدْ مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ»
([2]).
****
مَازَال
الْمُصَنِّفُ رحمه الله يَسُوقُ الأَْحَادِيثَ الدَّالَّةَ على عِظَمِ خِلْقَةِ جِبْرِيل
عليه السلام، وَيُؤَيِّدُ ما جَاء في هذه الأَْحَادِيثِ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا
أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا
يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾
[فاطر: 1]، دَلَّت الآْيَةُ على أنَّ لِلْمَلاَئِكَةِ أجنحةً، وأنها كَثِيرَةٌ،
منها ما هو مَثْنَى وَثَلاَث وَرُبَاع ثم قال تَعَالَى: ﴿يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا يَشَآءُۚ﴾ [فاطر: 1].
وهذا دَلِيلٌ آخَر على عِظَمِ خِلْقَةِ جِبْرِيل عليه السلام، وَأَن هَيْئَتَه جَمِيلَةٌ وقد بَسَط أَجْنِحَتَه بِحُلَّتِه الْخَضْرَاءِ الْجَمِيلَة، وقد سَبَق بَيَانُ جَمَالِ وَبَهَاءِ وَعِظَمِ خِلْقَتِه عليه السلام ُ فِيْمَا مَضَى من الأَْحَادِيث.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد