باب التَّشْدِيد في طَلَب الْعِلْم لِلْمِرَاء وَالْجِدَال
****
عن
كَعَبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ
السُّفَهَاءُ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللهُ
النَّارَ». رَوَاه التِّرْمِذِيُّ ([1]).
****
وقَوْلُه: «مِن عِنْدِهِمْ تَخْرُج الْفِتْنَةُ وَفِيْهِم تَعُود» لأَنَّهُم
يَفْتِنُون النَّاس بِأَعْمَالِهِم وَأَقْوَالِهِم فيصْرِفونهم عن دِينِهِم،
يُفْتُونهم بأنَّ الدُّعَاء لِغَيْر الله هو من الدِّيْن وهو الذي عليه الْمُسْلِمُون،
وينسَون قَوْل الرَّسُول صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ والنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([2]).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم كَانُوا
يَتَّخِذُون قُبُورَ أَنْبِيَائِهِم وَصَالِحِيهِم مَسَاجِدَ، أَلاَ فلا
تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([3]).
وَعُلَمَاء الضَّلاَل أَشَدُّ خَطَرًا على
الْمُسْلِمِين؛ لأنَّ النَّاس يَقْتَدُون بهم، وقد سَمِعْنَا من يقول: لو كان
دُعَاء الْحَسَن والحُسَينِ وَالْبَدْوِيِّ شِرْكًا لما سَكَت الْعُلَمَاء على
ذلك. فَصَار الْعَوَام وَكَثِيرٌ من النَّاس في ذِمَّة هَؤُلاَء الْعُلَمَاء
الضَّالِّين.
قَوْلُه: «بَاب التَّشْدِيد في طَلَب الْعِلْم لِلْمِرَاء وَالْجِدَالِ» التَّشْدِيد: يعني: التَّحْذِير من طَلَب الْعِلْم لا لأَِجْل الْعَمَل وإنَّما لأَِجْل «الْمِرَاء» وهو الشَّكُّ، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ من المُتحاجِّين يَشُكُّ فِيْمَا يَقُولُه الآَخَر ويُشكِّكُه، لما في ذلك من حُبِّ الظُّهُور «وَالْجِدَال» أي: الدُّخُول
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2654)، وابن ماجه رقم (253)، والدارمي رقم (373).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد