[تَفْسِيرُ قولِه تعالى:
﴿تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
وَٱلرُّوحُ فِيهَا﴾ [القدْر: 4]
****
عن
قَتادةَ رضي الله عنه فِي قولِه تعالى: ﴿تَنَزَّلُ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ﴾ [الْقَدْر: 4]
قال: «يُقضى فِيهَا ما يكون في السَّنة إلى مِثْلِها» ([1]).
وَقَد
رُوِي معنى ذلك عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَالْحَسَن، وَأبي عَبْدِ
الرَّحمنِ السُّلَمي وَسَعِيدٍ بن جُبير وَمُقَاتِل ([2]).
****
قوله تعالى: ﴿تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ﴾
[القدْر: 4] هذا التَّقْدِيرُ الْحَوْلِيّ سَبَق التَّقْدِيرَ العُمُري في بَطْنِ
الأُْمّ؛ وَالتَّقْدِير الْحَوْلِيّ: هو ما يَحْصُلُ في لَيْلَةِ الْقَدْر، وهي من
لَيَالِي رَمَضَان؛ قال اللهُ جل وعلا: ﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4].
وَقَال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ
٣تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ
٤سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ٥﴾
[القدْر: 1- 5].
هَذِه لَيْلَةُ الْقَدْرِ يُقدَّر فِيهَا ما يَجْرِي في
السنةِ من حَيَاةٍ وَمَوْت، وَخَصْب وَقَحْط، وغنًى وَفَقْر وغير ذلك، وهو
مَأْخُوذٌ من القَدَرِ السَّابِق الْمَكْتُوبِ في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ، هذا
التَّقْدِيرُ الْحَوْلِيّ وهو تَقْدِيرٌ خَاصّ.
قولَه: «يُقضى فِيهَا ما يكون في السَّنة إلى مِثْلِها» أي: يُقدر فِيهَا ما يكونُ في السَّنةِ وهو مأخوذٌ من التَّقْدِيرِ الْعَامّ المدوَّنِ في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ.
([1]) انظر: عبد الرزاق في «تفسيره» (3/386)، والطبري في «تفسيره» (13/653).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد