الحثُّ على التمسُّكِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَة
****
عَن
زَيْدٍ بنِ أَرْقَم رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطبَ
فحَمِد اللهَ وأثنى عَلَيْه، ثم قَال: «أمَّا بعدُ، أَلا أيُّها النَّاسُ،
فَإِنَّما أَنَا بَشَرٌ، يُوشِكُ أَنْ يأْتيَنِي رَسُولُ ربَّي فأُجِيبَ، وأَنَا
تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَينِ، أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الهُدَى والنُّوُرُ،
فَخُذُوا كِتَابَ اللهِ وَتَمَسَّكُوا بِه» فحَثَّ على كتابِ اللهِ ورغَّب فِيْه،
ثم قَال: «وَأَهلُ بَيْتِي» وفي لفظٍ: «كِتَابُ اللهِ هَو حَبْلُ اللهِ المَتِينُ؛
من اتَّبَعَه كَانَ عَلَى الهُدَى، وَمَنْ تَرَكَه كَانَ عَلَى الضَّلالَةِ».
رَوَاه مُسْلِم ([1]).
****
هَذَا الْحَدِيثُ الذي رَوَاه مُسْلِم فيه أنَّ
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خَطَب أَصْحَابِه في مَوْضِع يُقال لَه: غَدِير خُمّ،
وَالْغَدِير: هو مُجْتَمِع السَّيل من الْوَادِي. وخُم، قَيْل: اسْم رَجُل نُسب
إلَيْه الْغَدِير. وَقِيل: اسْم غَيضة ملتفَّة بِالأَْشْجَار نُسب إِلَيْهَا
الْغَدِير، وهو قُرَيْب من الجُحفة. فلمّا رَجَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم هو
وَأَصْحَابه رضي الله عنهم من حجَّة الْوَدَاع وَنَزَلُوا على غَدِير خُمّ
خَطَبَهُم صلى الله عليه وسلم هذه الْخُطْبَة، فَحَمِد الله وأثنى عَلَيْه.
فَقَوْلُه: «فَحَمِد اللهَ وأثنى عَلَيْه» فيه أنَّ الْخُطْبَةَ تُبدأُ بِحَمْدِ اللهِ تعالى وَالثَّنَاءِ عَلَيْه، سَوَاء كانت خطبةَ جُمُعَةٍ أو عِيدٍ أو اسْتِسْقَاءٍ أو تَعْلِيم، فَكُلُّ الْخُطَبِ تُستفتحُ بِحَمْدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْه كما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَل، وَيَدْخُل في هذا خُطْبَةُ الدُّرُوسِ وَالْمُنَاسِبَاتِ الأُْخْرَى.
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد