إثْبَاتُ صِفَةِ الحُبِّ لِلَّه تعالى
****
وَله
عن أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى: يَا جِبْرِيلُ:
إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ
يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ
فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَْرْضِ» ([1]).
****
هذا الْحَدِيثُ
فيه وَصَفُ اللهِ تعالى بِأَنَّه يُحِبُ كما قالَ تعالى: ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ
وَيُحِبُّونَهُۥٓ﴾ [المائدة:
54]، وقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]، واللهُ جل وعلا يُحِبُّ من عِبَادِه
أَهْلَ الطَّاعَةِ وَأَهَلَ الإِْيمَان، فالحبُّ صِفَةٌ من صِفَاتِه جل وعلا، وهي
صِفَةٌ تَلِيقُ بِجَلاَلِه وليست محبَّتُه كَمَحَبَّةِ الْمَخْلُوقِين، فهو
سُبْحَانَه يُحِبُّ وَالْمَخْلُوق يُحِبُّ ولا تُشْبِه مَحَبَّةُ الْخَالِقِ
مَحَبَّةَ الْمَخْلُوقِين، وهذا أَصْلٌ مُتَقَرِّر عند أَهْلِ السُّنَّةِ
وَالْجَمَاعَة.
وَاَللَّهُ جل وعلا يُحِبُّ بَعْضَ عِبَادِه من أَهْلِ
الطَّاعَاتِ والتقوى، فإذا أَحَبَّهُم نَادَى اللهُ تعالى جِبْرِيلَ عليه السلام: «يَا جِبْرِيلُ،: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ
فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ,فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي
السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ
السَّمَاءِ».
وهذا فيه دَلِيلٌ على أنَّه يَجِبُ أن نُحِبَّ من يُحِبُّه الله، واللهُ يُحِبُّ التَّوَّابِين وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين، فَنَحْن نُحِبُّهم بِحُبِّ اللهِ جل وعلا لهم، ونبغضُ أَهْلَ الْكُفْر وَالْمَعَاصِي، وهذا من الْوَلاَءِ والبَراء، فَالْمَلاَئِكَةُ تُحِبُّ ما يُحِبُّه الله، وَنَحْن كَذَلِك نُحِبُّ ما يُحِبُّه اللهُ من الأَْعْمَالِ ومن الأَْشْخَاص.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد