×
شرح أصول الإيمان

بابُ الْوَصِيَّةِ بِكِتَابِ اللهِ عز وجل

****

وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ [الأعراف:3].

****

 فِي هذا الحثُّ على التمسُّكِ بِكِتَابِ اللهِ جل وعلا. يُقَال: أَوْصَى بِكَذَا؛ أَي: أَمر وأكَّد بِالشَّيْء، واللهُ تعالى أَوْصَى بالتمسُّكِ بِكِتَابِه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى كَذَلِك بالتمسُّكِ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى؛ لأَنَّه لا نَجَاةَ من الضَّلالِ في الدُّنيا ومن النَّارِ في الآْخِرَةِ إلاَّ بالتمسُّكِ بِكِتَابِ اللهِ جل وعلا واتبَّاعِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فَمَن لم يتمسَّكْ بِهِمَا فإنَّه يكونُ ضالًّا في الدُّنيا على غيرِ هدًى ويكونُ في الآْخِرَةِ من الْخَاسِرِين ومن أَهْلِ النَّار، فلا نَجَاةَ إلاَّ بالتمسُّكِ بِكِتَابِ اللَّه؛ ولهذا قال تَعَالَى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103].

وَقَال: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ [الأعراف: 3] هَذِه وصيَّة الله تعالى بِالْقُرْآن والسُّنة.

وَالآْيَةُ التي ذَكَرهَا الشيخُ رحمه الله ُ جَاءَت في سِيَاقِ أَوَّلِ سُورَةِ الأَْعْرَاف من قولِه تَعَالَى: ﴿الٓمٓصٓ ١كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيۡكَ فَلَا يَكُن فِي صَدۡرِكَ حَرَجٞ مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ ٢ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ ٣ [الأعراف: 1- 3].

فَقَوْلُه: هذا أمرٌ من اللهِ جل وعلا ﴿مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ [الأعراف: 3] وَهَمًا الْقُرْآن والسُّنة؛ لأنَّ السُّنةَ مُنزَّلةٌ من اللهِ تَعَالَى؛ ولهذا قال سُبْحَانَه بحقِّ نبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3-4] ثم لمَّا أَمرَ باتَّباعِ المنزَّلِ نَهَى عن اتَّباعِ غَيْرِه فقال سُبْحَانَه: ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ


الشرح