هَدْيُه صلى الله عليه وسلم خَيْرُ الْهَدْي
****
وَلِمُسْلِم
عن جَابِرٍ رضي الله عنه قَال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا
بَعْد؛ فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهَدْي هَدْيُ
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُها، وَكَلَّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ» ([1]).
****
كَان صلى الله
عليه وسلم يقول في خُطَبه: «أَمَّا بعدُ»
وهي كَلِمَةٌ يُؤْتَى بها لِلاِنْتِقَال من كَلاَمٍ إلى كَلاَمٍ آخَر، فهي
فَاصِلَةٌ بين كَلاَمَيْن.
وَقِيل: هي فَصْلُ الْخَطَّابِ الذي أُوتيه دَاوُدُ عليه
السلام؛ قال تَعَالَى: ﴿وَءَاتَيۡنَٰهُ
ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ﴾
[ص:20].
فَكَان صلى الله عليه وسلم يَحْمَدُ اللهَ في خُطَبِه
ويُثني عَلَيْه ثم يقول «أمَّا بعدُ».
وقوله صلى الله عليه وسلم: «فإنَّ خيرَ الْحَدِيثِ كتابُ الله» أَي:
الْقُرْآن، وَالْحَدِيثُ مَعْنَاه الْكَلاَم، وَالْقُرْآنُ حَدِيثٌ لأَنَّه
كَلاَمُ اللَّه؛ قال تَعَالَى: ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا﴾ [النساء: 87] فَالْقُرْآنُ حَدِيث؛ ولهذا قال تَعَالَى:
﴿ٱللَّهُ
نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ﴾
[الزُّمَر: 23] فيسمَّى حديثًا ويسمَّى قرآنًا وكلامًا، وهو خيرُ الْحَدِيث، فلا
شَيْءَ يُوَازِي الْقُرْآن؛ لأَنَّه كَلاَمُ اللهِ جل وعلا، وهو أَصْدَقُ
الْحَدِيث.
وَقَوْله: «وخيرُ الهَدْي» أَي: السُّنة التي تُتَّبع «هَدْي مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم » وفي رِوَايَة: «أحسنُ الهَدْي هَدْيُ الأَْنْبِيَاء» ([2]). وَلَكِنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمَشْهُورَ «خَيْر الهَدي هديُ مُحَمَّد».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد