مَا جَاء في وصْف الله تعالى بِالعِلم
****
وعن
أَبَى ذرٍّ رضي الله عنه قال: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاتَيْنِ
يَنْتطِحَانِ فَقَالَ: «أَتَدْرِى فِيْمَ يَنْتَطِحَانِ يَا أَبَا ذَرٍّ؟» قُلْتُ:
لاَ، قَالَ: «لَكِنَّ اللهَ يَدْرِي وَسَيَحْكُمُ بَيْنَهُمَا» ([1]).
****
هذا الحَدِيث
فيه وصْفُ الله تعالى بِالعِلم، وأنَّه سبحانه وتعالى يَدْرِي ما يَدُور بين
مَخْلُوقَاتِه حَتَّى الذي يكون بين البَهَائِم.
فَقَوْلُه: رَأَى
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاتَيْنِ يَنْتطِحَانِ فقال: «أَتَدْرِي فيمَ ينتطحانِ» أي: ما
السَّبَب الذي جَعَل بَيْنَهُمَا هذا التَّضَارُبَ وَالتَّدَافُعَ؟ فقال
أَبُوذَرٍّ: لا، فقال: صلى الله عليه وسلم «وَلَكِنَّ
الله يَدْرِي» أي: الله يَعْلَم ما بين هَاتَيْنِ الشَّاتَيْنِ، وإذا كان هذا
في الشَّاتَيْن ففي غيرهما من باب أَولى، فهو سُبْحَانَه يَعْلَم ما يَدُور بين
العِبَاد من الاِخْتِلاَف والنِّزاعِ والشِّقاقِ لا يَخْفَى عَلَيْه شَيْءٌ،
وأنَّه تعالى يَحْكُم بَيْنَهُم يومَ القِيَامَة.
حَتَّى أنَّه جل وعلا يَحْكُم بين البَهَائِم، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ﴾ [التكوير: 5]، فالوحوش تُحْشَر وتُبعث يومَ القِيَامَة ويُقتصُّ من بَعْضِهَا لِبَعْض كما قال صلى الله عليه وسلم: «لتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقادَ لِلشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» ([2])، فإذا جَرَى القِصَاص بين الحَيَوَانَات قال الله جل وعلا لَهَا: كُونِي تُرابًا، فَتَكُون تُرابًا، فهي تُبعث من أَجل القِصَاص فِيْمَا بَيْنَهَا، وإذا كان القِصَاص وَالحُكْمُ بِالعَدْل يَجْرِي بين
([1]) أخرجه: الطيالسي رقم (482).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد