×
شرح أصول الإيمان

إثْبَاتُ نُزُولِ اللهِ تعالى إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا

****

وَعْنَه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآْخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» ([1]).

****

 وحتى الْبَهَائِم تَكْرَه الْمَوْت، وَلَكِن لا بدَّ له منه؛ وقوله: «أكْره مَساءته» يُفَسِّر قوله: «مَا تَرَدَّدَت»؛ فَالْحَدِيثُ يُفَسِّر بَعْضُه بعضًا، فَإِمَّا أن يكون في حَدِيثٍ وَاحِدٍ أو في حَدِيثٍ آخَر، وكذا كَلاَمُ اللهِ يُفَسِّرُ بَعْضُه بعضًا، وَمِثْل هذا يَحْتَاجُ إلى فِقْهٍ وَعدَمِ اسْتِعْجَالٍ في الْفَهْم.

الله جل وعلا مَوْصُوف بِالْعُلُوّ فَوْق مَخْلُوقَاتِه، وَمَوْصُوفٌ بِالاِسْتِوَاءِ على الْعَرْش، وَمَوْصُوفٌ بِأَنَّه يَنْزِل إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا، وُكلُّ هذا نُثْبِتُه لِلَّهِ عز وجل؛ لأَنَّه جَاء بِأَدِلَّةٍ صَحِيحَة، فَنُثْبِت لِلَّهِ الْعُلُوَّ، وَنُثْبِتُ له الاِسْتِوَاءَ على الْعَرْش، وَنُثْبِتُ له سُبْحَانَه النُّزُولَ إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا كما جَاءَ عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الذي وصفَه اللهُ تعالى بِقَوْلِه: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3- 4]، فَنَحْن نُثبتُ نزولَ اللهِ تعالى إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا كلَّ لَيْلَة كما صَحَّ في الْحَدِيثِ ولا نَدْخُل في تَأْوِيلِ ذلك أو في اسْتِنْكَارُه، بل نُثْبِتُ ما أَثْبَتَه اللهُ جل وعلا لِنَفْسِه، وَأَثْبَتُه له رَسُولُه صلى الله عليه وسلم كما جَاء دون الدُّخُول في الْكَيْفِيَّة.

فَلا نَقُول: كَيْف يَنْزِل؟ وهل يَنْتَقِل من مَكَانٍ إلى مَكَان؟ وَنَحْو هذه الأَْسْئِلَة التي لم نُكلَّفْ بها، ولا فَائِدَة منها، وَلَكِن نَقُول: يَنْزِلُ كَيْف


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1094)، ومسلم رقم (758).