خُلِقَت الْمَلاَئِكَة من نُور
****
وعن
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خُلِقَتِ الْمَلاَئِكَةُ
مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا
وُصِفَ لَكُمْ» ([1]).
****
ما زَال
الْمُصَنِّف رحمه الله يَذْكُر الأَْحَادِيث الْوَارِدَة في الْمَلاَئِكَةِ
عَلَيْهِم الصَّلاَة وَالسَّلاَم، وفي هذا الْحَدِيث الْمَرْوِيّ عن عَائِشَةَ رضي
الله عنها فِيْه: أن اللهَ سبحانه وتعالى خَلَقَ الْمَلاَئِكَةَ من النُّور، وَخَلق
الْجَانَّ وهم إبْلِيس وَذُرِّيَّتَه من مَارِجٍ من نَار، وَالْمُرَاد بِقَوْلِه
صلى الله عليه وسلم: «مِنْ مَارِجٍ مِنْ
نَارٍ» أَي: من اللَّهَب، وَخَلْق آدَم أَبَا الْبَشَرِيَّة عليه السلام «مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ» يَعْنِي: مِمَّا
ذكر اللهُ في آيَاتٍ كَثِيرَةٍ أنَّه خَلقَه من تُرَاب، هذا أَصْلُ خِلْقَةِ
الْمَلاَئِكَةِ وَالشَّيَاطِين وَالإِْنْسَان، واللهُ على كلِّ شَيْءٍ قَدِير، لا
يُعْجِزُه شَيْء.
وكان إبْلِيسُ قد اسْتَكْبَر على آدَم وأبى أن يَسْجُدَ له وَعَصَى أَمْرَ اللَّه، وقال كما ذكر اللهُ عَنْه سُبْحَانَه: ﴿أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ﴾ [الأعراف: 12]، فبزعمه أنَّ النَّارَ أَحْسَنُ من الطِّين، وهذا قِيَاسٌ فَاسِد، فَإِنَّ الطِّينَ أَحْسَنُ من النَّار؛ لأنَّ النَّارَ مُحْرِقَةٌ مُتْلِفَةٌ ولا تُنتجُ شيئًا، أمَّا الطَّينُ فإنَّه مبارَكٌ ويُنتجُ النَّبَاتَاتِ وَالأَْشْجَارَ الطَّيبة، وفيه مَنَافِعُ لِلنَّاسِ كَثِيرَة، فلو رَجَعْنَا إلى الْقِيَاسِ وَالأَْصْلِ لَوَجَدْنَا أنَّ آدَمَ أَطْيَبُ أصلاً من إبْلِيس، مع أنَّ هذا الْقِيَاس الْفَاسِد في مُقَابِلِ الأَمْر؛ أَي: أَمْر اللهِ جل وعلا الذي كان من الْوَاجِبِ امْتِثَالُه من قبلِ إبْلِيس وَغَيرِه، فإذا أَمْر
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد