×
شرح أصول الإيمان

الْمَلاَئِكَةُ لا تَنْزِلُ إلاَّ بِأَمْرِ الله

****

وَلِلْبُخَارِيِّ عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجَبْرَائِيل «أَلاَ تَزُورَنَا أَكْثَر مِمَّا تَزُورَنَا؟»، فَنَزَلَت: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيۡنَ أَيۡدِينَا وَمَا خَلۡفَنَا [مريم:64] ([1]).

ومن سَادَاتِهِم مِيكَائِيلُ عليه السلام، وهو مُوَكَّلٌ بِالْقَطْرِ وَالنَّبَات.

****

 في هذا الْحَدِيثِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَلَب من جِبْرِيلَ أن يَكْثُرَ الزِّيَارَةَ لَه، لأَنَّه صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ جِبْرِيل، فيؤخَذ منه الْحَثُّ على مَحَبَّةِ عِبَادِ الله الصَّالِحِين وَزِيَارَتِهِم، فَطَلَب رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم من جِبْرِيل الإِْكْثَار من الزِّيَارَة لِيَكْثُر فَرَحُه وَأُنْسُه به صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَل اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيۡنَ أَيۡدِينَا وَمَا خَلۡفَنَا [مريم: 64] فهذا فيه أنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَحْتَ تَدْبِيرِ اللهِ عز وجل، وأنهم لا يَنْزِلُون إلاَّ بِأَمْرِه سبحانه وتعالى ولا يتنزَّلون بِحَسْبِ رَغْبَتِهِم هُم، وإنَّما يَنْزِلُون إذا أَمَرَهُم اللهُ بِالنُّزُول.

وَقَوْله: «ومن سَادَاتِهِم مِيكَائِيلُ عليه السلام، وهو مُوَكَّلٌ بِالْقَطْرِ وَالنَّبَات» كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قَام من اللَّيْلِ يَسْتَفْتِحُ فَيَقُول: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيل وَمِيكَائِيل وَإِسْرَافِيل، فَاطِر السَّمَوَات وَالأَْرْض...» إلَخ ([2])، وخصَّ صلى الله عليه وسلم هَؤُلاَء الثَّلاَثَة؛ لأنَّ جَبْرَائِيل مُوَكَّلٌ بِالْوَحْي الذي فيه حَيَاةُ الْقُلُوب، وَمِيكَائِيل مُوَكَّلٌ بِالْقَطْرِ الذي فيه حَيَاةُ الأَرْضِ وَإِسْرَافِيل مُوَكَّلٌ بِالنَّفْخِ في


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3046).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (770).