ذِكرُ صِفَةِ خِلْقةِ جِبْرِيلَ عليه السلام
****
وقد
كان يَأْتِي إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في صفاتٍ متعدِّدة، وقد رَآه
على صِفَتِه التي خلقَه اللهُ عليها مَرَّتَيْن وَلَه ستُّمائةُ جنَاح ([1]).
****
لَقَد رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جبريلَ على خِلْقَتِه التي خَلَقَه اللهُ عليها مَرَّتَيْن، مَرَّة في مَكَّة حين رَفَع رَأْسَه صلى الله عليه وسلم، وفي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاج، قال تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ١٣عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ١٤﴾ [النجم: 13- 14]؛ أَي: لَيْلَة عُرِج به صلى الله عليه وسلم، وأمَّا في بَقِيَّةِ الأَْحْوَالِ فقد كان يَأْتِي إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في صُورَةِ الْبَشَر، وَيَرَاه الصَّحَابَةُ وَيَظُنُّون أنَّه رَجُلٌ من الْبَشَر، لأَنَّهُم لا يُطِيقُون رُؤْيَةَ جِبْرِيلَ عليه السلام ُ على خِلْقتِه، فَيَأْتِي بِصُورَةِ رَجُلٍ كما في حَدِيثِ عُمَر رضي الله عنه: «بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ،»، هذا جِبْرِيل عليه السلام؛ ولذلك قال في نِهَايَةِ الْحَدِيث: «أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟»قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4576)، ومسلم رقم (174).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد