ذكْرُ الْخِصَالِ التي فِيهَا حَلاَوَةُ
الإِْيمَان
****
ولهما
([1]) عن أَنَسٍ رضي
الله عنه قَال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فَيِهَ
وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيِمَانِ: أَنْ يَكُوُنَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ
إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ،
وَأَنْ يَكرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الُكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنقَذَه اللهُ مِنْه
كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».
****
فَيَجِبُ التفقُّهُ في مثلِ هذه الأُْمُورِ والتنبُّه
لَهَا، فَكُلُّ هذه الأُْمُورِ وَنَحْوهَا إنَّما هي من الشُّبهاتِ التي يُورِدُها
أهلُ الضَّلال، ولا بدَّ من الرَّدِّ عليها بِكَلاَمِ الرَّسولِ صلى الله عليه
وسلم.
وَالشَّاهِدُ في الْحَدِيثِ قولُه صلى الله عليه وسلم: «وَيُؤْمِنُوا بِي وبما جئتُ به» فهذا هو
حقُّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وهو الإِْيمَانُ به وبما جَاء به وَتَصْدِيقُه.
فِي هذا الْحَدِيثِ ذُكِرَت ثلاثُ خِصَال من كانت فيه
هذه الثَّلاَث وَجد بهنَّ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ كما أَخْبَر صلى الله عليه وسلم،
ويُفهم من هذا أنَّ الإِْيمَانَ له طَعْمٌ وَمَوْصُوفٌ بِالْحَلاَوَة، فقد يكونُ
الْمَرْءُ مسلمًا ولكنه لا يَجِدُ طَعْمَ وحلاوةَ الإِْيمَان، ولا تُوجَدُ
حَلاَوَةُ الإِْيمَانِ إلاَّ لمَن تلذَّذ بِالْعِبَادَاتِ وأحبَّها، وكَرِه
الْمَعَاصِي وَأَبْغَضَهَا كما يَكرهُ أن يُقذَف في النَّار، فمَن كانت فيه هذه
الصِّفَاتُ وَجَد طعمَ حَلاَوَةَ الإِْيمَان.
وَقَد بيَّنها ووضَّحها صلى الله عليه وسلم فَقَال: «أَنْ يَكُوُنَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا» يَعْنِي: من النَّفسِ ومن الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ وَالأَْقَارِبِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين، فلا يقدِّمُ على محبَّةِ اللهِ جل وعلا ومحبَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم شيئًا أبدًا،
الصفحة 1 / 339