×
شرح أصول الإيمان

أَجْر من دَعَا إلى هدًى

****

ولمُسْلِمٍ عن أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِْ ثْمِ مِثْلُ آثامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» ([1]).

****

 ففي الْحَدِيث النَّهْيُ عن التَّفرُّق وَالاِخْتِلاَفِ، ولكنَّ الاِخْتِلاَف من طَبِيعَة الْبَشَر، ولكنَّ الله جل وعلا جَعَل لهم مخرجًا من هذا الاِخْتِلاَف وهو الرُّجوع إلى كِتَاب الله تعالى وسُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59]، فَالْمَخْرَج من الْخِلاَف أو الاِخْتِلاَف هو الرُّجوع إلى كِتَاب الله وَسُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، وقال جل وعلا: ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ [الشورى: 10].

فَالْمَرْجِع الذي يُعرف به الحقُّ من الْبَاطِل مما اخْتَلَف فيه النَّاس هو كِتَاب الله تعالى وسُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ كُلَّ فِرْقَةٍ ستدَّعي أنَّها على الحقِّ وغيرَها على خَطَأٍ أو ضَلاَلٍ، ولكنَّ الْفَصْل هو الرُّجُوع إلى ما كان عليه الرَّسول صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُه، وإلى كِتَاب الله وسُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم.

في هذا الْحَدِيث أنَّ الدَّعوةَ إنْ كانت إلى حقٍّ فهي مَشْرُوعَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ؛ قال تعالى: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ [النحل: 125]، وقال سُبْحَانَه: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2674).