بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]، فالدَّعوة إلى الْحَقِّ مَطْلُوبَةٌ
ومأمورٌ بها، وفيها فَضْلٌ عَظِيمٌ.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى» أي: من كِتَاب
الله تعالى وَسُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم «كَانَ لَهُ مِنَ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ» أي:
يَنَالُه أجرٌ عَظِيمٌ؛ لأنَّ كلَّ من تَبِعَه واقتدى به وَعَمِل بِالْهُدَى،
فإنَّ الدَّاعي الأَْوَّلَ له مِثْل أُجُور من تَبِعَه إلى يوم الْقِيَامَة،
فَالرَّسُول صلى الله عليه وسلم له مِثْل أُجُور أُمَّتِه، وكذلك أئمَّة الإسلام
الذين دَعُوا إلى الله تعالى وألَّفوا الْكُتُب وَاهْتَدَى النَّاس بِدَعْوَتِهِم
على اخْتِلاَف الْعُصُور لهم من الأَْجْر مِثْل أُجُور من تَبِعَهُم إلى يوم
الْقِيَامَة، وفي هذا فضلٌ عَظِيمٌ، وخيرٌ كَثِيرٌ.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ» الضَّلاَلَة ضِدّ الْهُدَى، أي: دَعَا إلى بَاطِلٍ وَبِدَعٍ وَمُحْدَثَاتٍ وَخُرَافَاتٍ وإلى شِرْكِيَّاتٍ «كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِْثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»؛ لقوله تعالى: ﴿لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ﴾ [النحل: 25]؛ فدُعاة الضَّلاَل عَلَيْهِم من الآْثَام مِثْل آثَام من اقْتَدَى بهم وَعَمِل بِالضَّلاَل تَبعًا لهم، فيتحملُّون ذلك وَيَجْرِي عَلَيْهِم الإِْثم حتَّى وهم أَمْوَاتٌ. وأمَّا دُعاة الحقِّ فَيَجْرِي عَلَيْهِم الأَْجْر وهم أَمْوَاتٌ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد