×
شرح أصول الإيمان

فَضِيلَة طَلَب الْعِلْم

****

وعن كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَني عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا جِئْتُكَ لِحَاجَةٍ قَالَ: فَإِنَّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَْرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَْنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِيْنَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ». رَوَاه أَحْمَدُ وَالدَّارِمِيُّ وأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَه ([1]).

****

 هذا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ قد شَرَحَه العلاَّمة الإِمَامُ ابْنُ رَجَبٍ الحَنْبَليُّ في رِسَالَةٍ مُستقلَّةٍ اسْمُهَا «شَرْح حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ»، وأَبُو الدَّرْدَاءِ من أجِلَّةِ صَحَابَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَعُلَمَائِهِم، وقد ذَهَب رضي الله عنه إلى الشَّام لِنَشْر الْعِلْم وَتَعْلِيم النَّاس.

قَولُه: «إنَّي جِئْتُك من مَدِينَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْك أَنَّك تُحدِّثه عن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم » فيه فَضْل الرِّحلة في طَلَب الْعِلْم وَلِقَاءِ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3641)، والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223)، وأحمد رقم (21715).