فَضِيلَة التَّفقُّه في الدِّين
****
وفيهِما
عن مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ
يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّيْنِ» ([1]).
****
في هذا الْحَدِيثِ الْوَارِدِ في «الصَّحِيحَيْن» من حَدِيث مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه الحَثُّ على
التَّفقُّه في الدِّين، وأنَّه على الإِْنْسَان أَلاَّ يَجْهَل أُمُور دِينِه، بل
لا بُدَّ له مِنْ أنْ يتفقَّه في أُمُور دِينِه، وَالْفِقْه مَعْنَاه الْفَهْم،
وَالْمُرَاد به هُنَا فهم أُمُور دِينِه على وجهٍ يتمكَّن فيه من الإِْتْيَان به
على الْوَجْه الْمَطْلُوبِ وَالْمَشْرُوعِ، لا عن جَهِلٍ وَتَقْلِيدٍ، وإنَّما عن
عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ.
فَالْفِقْه في الدِّين مَعْنَاه:
الفَهْم في الدِّين وَمَعْرِفَتُه، وذلك بتعلُّمه، فمَن اعْتَنَى بِدِيْنِه
وتعلَّمِه كان ذلك دليلاً على أنَّ الله أَرَاد به خيرًا، ومن لم يتعلَّم ولم
يتفقَّه أُمُور دِينِه كان ذلك دليلاً على أنَّ الله أَرَاد به شرًّا فَمَنْطُوق
الْحَدِيث أنَّ من عَلاَمَة الْخَيْر هو تفقُّه الإِْنْسَان في دِينِه، ومن
عَلاَمَة الشرِّ أن يَجْهَل الإِْنْسَان أُمُور دِينه.
* وَالْفِقْه على قسمين:
الأَْوَّل: فَرْض
عَيْنٍ على كلِّ مُسْلِمٍ.
والثاني: فَرْض كِفَايَةٍ.
فالذي هو فرضٌ على الأَْعْيَان هو تعلُّم أَرْكَان الإسلام الْخَمْسَةِ: التَّوْحِيدِ وَالصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ، فيتفقَّه الْمُسْلِم في هذه الأَْرْكَانِ وَيَعْرِف مَعْنَاهَا لأَِجْل أَن يُؤدِّيَها على بَصِيرَةٍ، وهذا لا يُعذَر أحدٌ
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد