×
شرح أصول الإيمان

فَضِيلَة طَلَب الْحَدِيث وَالنَّصِيحَة لِلْمُسْلِمِين

****

وعن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا وَأَدَّاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيْهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيْحَةُ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيْطُ مِنْ وَرَائِهِمْ». رَوَاه الشَّافِعِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ في «الْمَدْخَل»، وَرَواه أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَه وَالدَّارِمِيُّ عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه ([1]).

وَرَوَّاه أَحْمَدُ وأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه ([2]).

****

 هذا الْحَدِيثُ يَشْتَمِل على مَسْأَلَتَيْن:

الأُوْلَى: طَلَب الْحَدِيث.

الثَّانِيَة: النَّصِيحَة لِلَّه وَالْمُسْلِمِيْن.

أمَّا الأُوْلَى: ففي قوله صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا وَأَدَّاهَا» ففي هذا الحَثُّ على الْعِنَايَة بسُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فَقوله صلى الله عليه وسلم: «مَقالتي» أي: حَدِيثُه صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ أَحَادِيث الرَّسُول صلى الله عليه وسلم هي الْوَحْي الثَّانِي بعد الْقُرْآن الْكَرِيمِ، فهي من عند الله عز وجل، والرَّسول صلى الله عليه وسلم إنَّما هو مُبلِّغٌ، قال الله جل وعلا: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3- 4].


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (230)، والشافعي رقم (1208)، والحاكم رقم (297).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3660)، والترمذي رقم (2656)، والدارمي رقم (228).