×
شرح أصول الإيمان

كتابة الْعَمَل وَالأَْجَل وَالرِّزْق وَالشَّقَاء وَالسَّعَادَة

****

وعن عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم -وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ,فَوَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا» ([1]).

****

 قَوُلَه صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعِين يومًا نُطْفَة» النُّطْفَة: هو الْمَنِيُّ الذي يَقْذِفُه الرَّجُلُ في رَحِم الْمَرْأَة، فَيَبْقَى منيًّا أَرْبَعِين يومًا، ثم بعد الأَْرْبَعِين يَتَحَوَّلُ إلى «عَلَقَةً»؛ يعني إلى دَم، فَيَبْقَى أَرْبَعِين يومًا كَذَلِك وهو دَم، ثم بعد الأَْرْبَعِين الثَّانِيَة يَتَحَوَّل إلى «مُضْغَةً» يعني: قِطْعَة لَحْم، وَالْمُضْغَةُ هي التي يكونُ منها تَرْكِيبُ الإِْنْسَانِ من الْعُرُوقِ وَالأَْعْضَاءِ وَالْعَصَبِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْعِظَام، وغير ذلك من تَرَاكِيبِ الإِْنْسَان، ثم في الأَْرْبَعِين الأَْخِيرَةِ تُنْفَخ فيه الرُّوحُ بعدما يَأْتِيه الْمَلَك، ثم يُؤْمَرُ الْمَلِكُ بِأَرْبَعِ كَلِمَات، فَيَكْتُبُ عَمَلَه وَأَجَلَه وَرِزْقَه، وهل هو شقِيُّ أو سَعِيد، وهي كتابةٌ خَاصَّةٌ غيرُ الْكِتَابَةِ التي في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ، بل هي كتابةٌ مَأْخُوذَةٌ من


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3036)، ومسلم رقم (2643).