اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ التي هي كتابةٌ عَامَّة؛
فهناك كتابةٌ خَاصَّةٌ وَكِتَابَةٌ عَامَّة، ومن الْكِتَابَاتِ الْخَاصَّةِ ما
يَأْتِي في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ومنها ما جَاء في هذا الْحَدِيث، وأمَّا ما يَأْتِي
في كلِّ يومٍ من الأَْيَّامِ فَكُلُّهَا من بابِ الْكِتَابَةِ الْخَاصَّةِ
الْمَنْقُولَةِ من اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ
ذَلِكَ» الْعَلَقَة: قِطْعَة اللَّحْم كما في قولِه تعالى:
﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا
ٱلۡإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ ١٢ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ مَّكِينٖ
١٣ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ فَخَلَقۡنَا
ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ
فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ ١٤﴾
[المؤمنون: 12- 14].
وَتَفْصِيلُ هذه الأُْمُورِ في سُورَةِ [الْمُؤْمِنُون]،
و قوله في الآْيَةِ الْكَرِيمَة: ﴿مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ﴾
[المؤمنون: 12] يعني: آدَم عليه السلام. وَالْقَرَار الْمَكِين: هو رَحِمُ
الْمَرْأَةِ الذي هو ثَابِتٌ لا يَتَغَيَّرُ، وَالنُّطْفَةُ مُسْتَقِرَّةٌ فيه دون
اضْطِرَاب، وقولُه: ﴿ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ﴾
[المؤمنون: 14] يعني: الْمَنِيُّ ﴿عَلَقَةٗ﴾
[المؤمنون: 14] يعني: دمًا يعلَق
بِالْيَد؛ جَاء بـ«ثُمّ» التي تُفِيدُ
التَّرَاخِي؛ إذ كلُّ طَوْر له أَرْبَعُون يومًا﴿فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ
لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ﴾ [الْمُؤْمِنُون: 14].
وقولُه: «ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ» لِيَنْفُخَ فيه الرُّوحَ لِيَحْيَا وَيَتَحَرَّك؛ ولذلك يَتَحَرَّكُ الْحَمْلُ في الشَّهْرِ الرَّابِع.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد