مَن هُمْ حَوارِيُّو الأَْنْبِيَاءِ
****
وعن
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ
نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّتِهِ قَبْلِي إلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ
حَوَارِيُّونَ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمََّ إِنَّهَا
تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ
مَا لاَ يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ
بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ،
وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِْيْمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ». رَوَاه مُسْلِمُ ([1]).
****
في هذا
الْحَدِيثِ بَيَان أنَّ الأَْنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلامُ يكون لهم أَصْحَابٌ
وحواريُّون، أي: أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَهُم ويأخذون عنهم الْعِلْم، ويتلقَّوْن عنهم
الشَّرِيعَة وَيَعْمَلُون بها، وهؤلاء الذين أَخَذُوا عن رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم هُمْ خَيْر الْقُرُون، كما قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ([2])،
وذلك لأَنَّهُم تَلقَّوا عنه صلى الله عليه وسلم الكِتابَ والسُّنَّةَ
وَالشَّرِيعَةَ فبلَّغوها بأمانةٍ وعمِلوا بها، فهؤلاء الذين يَكُونُون مع
الأَْنْبِيَاء من الحَواريِّين وَالأَْنْصَارِ وهم أَفْضَل الأُْمَم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ» وهم المُتأخِّرون الذين يُخَالِف قولُهم فِعلَهم، فلا يَعْمَلُون بما عَلِمُوه من الحقِّ، وإنَّما يَعْمَلُون أَشْيَاءَ لم يُؤْمَرُوا بها، ويتعبَّدون
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد