النَّهْيُ عن الأَْخْذِ من الْكُتُبِ السَّابِقَة
****
وعن
أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَال: كان ناسٌ من أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم يَكْتُبُون من التَّوْرَاة، فَذَكَرُوا ذلك لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم فَقَال: «إِنَّ أَحْمَقَ الحُمْقِ وَأَضَلَّ الضَّلاَلةِ قومٌ رَغِبُوا
عَمَّا جَاءَ بِه نَبِيُّهِم إِلَى نَبِيٍّ غَيرِ نَبِيِّهِم، وإلى أُمَّةٍ غَيرِ
أُمَّتِهِم». ثم أَنْزَلَ اللهُ ﴿أَوَ لَمۡ يَكۡفِهِمۡ
أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ
لَرَحۡمَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [العنكبوت:51].
رَوَاه الإِْسْمَاعِيلِيّ في «مُعْجَمِه» وَابْن مَرْدُوَيْه ([1]).
****
فِي هذا
الْحَدِيثِ النَّهْيُ عن أَخْذِ شَيْءٍ من التَّوْرَاةِ أو الإِْنْجِيلِ
وَالْكُتُبِ السَّابِقَة؛ لأَنَّهَا نُسِخَت بِالْقُرْآنِ الْكَرِيم، وَالشَّيْءُ
إذا نُسِخَ فإنَّه لا يُعمَل بِه، وإنَّما يُعْمَلُ بِالنَّاسِخ، وهذه
الشَّرَائِعُ إنَّما كانت لِمَن قَبْلِنَا وقد انْتَهَت بِشَرِيعَتِنَا.
فَشَرِيعَتُنَا هي الْحَاكِمَةُ وهي المهيمنة،
وَرَسُولُنَا صلى الله عليه وسلم هو خَاتَمُ الرُّسُلِ وَتَجِبُ طَاعَتُه على كلِّ
مخلوقٍ من الْجِنِّ وَالإِْنْس، ومن الْيَهُودِ والنصارى، ومن كلِّ أَصْحَابِ
الْمِلَلِ وَالنِّحَل.
فَلا يَجُوز لأَِحَدٍ أن يقولَ مثلاً: أَنَا على شَرِيعَةِ مُوسَى، أَو: على دِينِ الْمَسِيح؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لو أن مُوسَى كان حيًّا ما وَسِعَهُ إلاَّ أن يَتْبَعُنِي» ([2])، فَكَيْف بِغَيْر مُوسَى!
([1]) أخرجه: الإسماعيلي في (معجمه) رقم (384)، والدارمي رقم (478).
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد