النَّهْي عن سَبِّ الدَّهْر
****
ولهما
عن أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «قَال
اللهُ تعالى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ،
بِيَدِي الأَْمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» ([1]).
****
في هذا الْحَدِيث
بَيَانُ أن ابنَ آدَم يَسُبُّ اللهَ من خِلاَل سَبَّه لِلدَّهْر، فإذا ما أَصَابَه
شَيْءٌ أَخَذ يَلُوم الدَّهْرَ واليوم وَالسَّاعَة وَالسَّنَة، وَالدَّهْر إنَّما
هو زَمَانٌ خَلَقه اللهُ جل وعلا، وهو ظَرْفُ زَمَان ليس بِيَدِه شَيْء، وإنَّما
الذي أَوْجَد هذه النَّوَازِل وَالْحَوَادِث وَالْمَصَائِب وَالْمَكَارِه هو الله
جل وعلا، فكان سَبُّه لِلدَّهْرِ سبًّا لِلَّه عز وجل؛ لأنَّ اللهَ هو الذي قَدَّر
هذه الْحَوَادِث وَالنَّوَازِل وَالْمَصَائِب التي تَقَع على الْعِبَاد.
وقولُه: «أَنَا الدَّهْرُ» ليس مَعْنَاه أن الدَّهْرَ من أَسْمَاءِ اللهِ جل
وعلا، وقد فَسَّر ذلك في آخِرِ الْحَدِيث وقال: «بِيَدِي الأَْمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»، وهذا
تَفْسِيرٌ منه صلى الله عليه وسلم فِيْمَا يَرْوِيه عن رَبِّه عز وجل، وهو في
سِيَاقِ حَدِيثٍ قُدْسِيّ شَرِيف.
وقولُه: «بِيَدِي الأَْمْرُ» تَفْسِير لِقَوْلِه: «وَأَنَا الدَّهْرُ»؛ إذ الْبَعْضُ يَعْتَقِدُ أن كَلِمَةَ «الدَّهْرُ» من أَسْمَاءِ الله جل وعلا !
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد