×
شرح أصول الإيمان

وعلى قِرَاءَة أُخْرَى في الْوُقُوف على قوله﴿وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ [آل عمران: 7] وَقَوْله: ﴿وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ [آل عمران: 7] يكون ابْتِدَاء كَلاَم.

ومعنى الآْيَة الْكَرِيمَة وَاضِح؛ حيث إنَّ الْقُرْآنَ فيه آياتٌ مُحْكَمَاتٌ وَآيَاتٌ مُتَشَابِهَات.

والمحكمات: هي التي لا يَحْتَاجُ في تَفْسِيرِهَا إلى غَيْرِهَا، لأَنَّهَا وَاضِحَةٌ في مَعَانِيهَا.

وأمَّا الْمُتَشَابِهَات: فهي الآْيَاتُ التي يَحْتَاجُ في تَفْسِيرِهَا إلى إرْجَاعِهَا إلى غَيْرِهَا مثل الْمُطْلَق، وَالْمُجْمَل، وَالْمَنْسُوخ.؛ فهذه الأَْنْوَاعُ وَنَحْوهَا لا يُسْتَدَلُّ بها حَتَّى يراجَعَ الْقِسْم الآَخَر من الآْيَات الْمُحْكَمَة، فَيُقَيَّدَ الْمُطْلَق، وَيُبَيَّنَ الْمُجْمَل، وَيُنْسَخ الْمَنْسُوخ وَيُعْمَل بِالنَّاسِخ، وهذه طَرِيقَةُ الرَّاسِخِين في الْعِلْمِ أَنَّهُم يَرُدُّون الْمُتَشَابِهَ إلى الْمُحْكَم، وَيَجْمَعُون بين الآْيَاتِ وَالأَْحَادِيثِ بَعْضُهَا مع بَعْض؛ لأنَّ كَلاَمَ اللهِ يُفَسِّرُ بَعْضُه بعضًا، وكذلك كَلاَمُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم يُفَسِّرُ بَعْضُه بعضًا.

وأمَّا أَهْلُ الزَّيْغِ فعلى الْعَكْس، فَيَأْخُذُون الْمُتَشَابِهَ وَيَتْرُكُون الْمُحْكَمَ وَيَسْتَدِلُّون بِه.

فَبِالنَّظَرِ إلى قولِه تَعَالَى: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا [النساء: 93]، فَإِنَّهَا تَدُلُّ على أن الْقَاتِلَ كافرٌ خَارِجٌ من الْمِلَّةِ وَخَالِد في النَّار، وَلَكِن بِرَدِّهَا إلى قولِه تَعَالَى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ [الحُجُرات: 9] فَإِنَّهَا تُفَسِّرُهَا وَتَدُلُّ على أنَّ الْقَتْلَ ليس بِكُفْرٍ


الشرح