قَالَ: «مَا
أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1])،
وَهُنَا يقول حُذَيْفَةُ رضي الله عنه: «كُلُّ
عِبَادَةٍ لاَ يَتَعَبَّدَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلاَ تَعَبَّدُوهَا».
فَالصَّحَابَة هم الْقُدْوَة بعد الرَّسول صلى الله عليه
وسلم؛ لأَنَّهُم تَلاَمِيذ الرَّسُول عليه الصَّلاَة وَالسَّلاَم، وَأَخَذُوا،
وتلقَّوا العلمَ عنه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ» ([2])،
فهم أَفْضَل الأُمَّة وهم الْقُدْوَة بعد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم؛ لأَنَّهُم
أُمناء على دِين الله، فَيُؤْخَذُ عنهم الْعِلْمُ والدِّينُ.
وقَوْلُه: «فَإِنَّ الأْوَّلَ لَمْ يَدَعْ لِلآخِرِ مَقَالاً» أَوَّل الأمَّة:
هم الصَّحَابَة والتَّابعون وَالْقُرُونُ المُفَضَّلةُ لم يَدَعوا لمَن جَاء
بَعْدَهُم مقالاً، فقد بيَّنوا الدِّين وبيَّنوا الحقَّ وقعَّدوا الْقَوَاعِد،
فهذا فيه التَّرْغِيب بالتمسُّك بما كان عليه السَّلفُ الصَّالِحُ، وفيه
التَّحْذِير ممَّن جَاء بعد الْقُرُون المُفَضَّلةِ إلاَّ من كان سائرًا على ما
كان عليه السَّلفُ الصَّالِحُ من الأئمَّة الهُدَاةِ.
وقَوْلُه: «فَاتَّقُوا اللهَ يَا مَعْشَرَ القُرَّاءِ وَخُذُوا طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبلَكُمْ» أي: اتَّبَعُوا سَبِيل الْعُلَمَاء، الذين يَقْرَءُون كِتَاب الله ويتَّبعون سُنَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تُحْدِثوا شيئًا من عِنْدِكُم، أو تَأْخُذُوا عمَّن جَاء بعد هَؤُلاَء.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والطبراني في « الكبير » رقم (7659).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد