×
شرح أصول الإيمان

 وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا [النساء: 65]، فَالآْيَة وَاضِحَةٌ في أنَّ الْمُسْلِم لا يَكْرَه حُكم الله تعالى وَحُكْم رَسُولِه صلى الله عليه وسلم ولو كان يُخَالِف رَغْبَتَه.

وَاَللَّه جل وعلا يقول: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24].

وَقال سُبْحَانَه: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ [محمد: 9]، وقال سُبْحَانَه: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ [محمد: 26].

فالآيات تَشْهَد لِلْحَدِيث أنَّه يَجِب على الْمُسْلِم أن يكون هَوَاه تابعًا لما جَاء به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فَإِن كان هَوَاه مُخالفًا لما جَاء به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فهو كافرٌ؛ لأنّ من نَوَاقِض الإسلام بُغْضَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أو بُغْضَ ما جَاء به، وأمَّا إن كان لا يَبْغُض ما جَاء به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ولكنَّه يَتَكَاسَل ويتثاقلُ عن الْعَمَل بما جَاء به الرَّسول صلى الله عليه وسلم فهو نَاقِص الإِْيمَان ولا يكون مُرْتدًّا، فيكون قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ» يعني: لا يُؤْمِن الإِْيمَانَ الْكَامِلَ، أي: نفيٌ لِكَمَال الإِْيمَان، وأمَّا إن كان يَبْغُض ما جَاء به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فهو نفْيٌ لِلإِْيمَان وَأَصْلِ الإِْيمَان.


الشرح