×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

 أما أن تَقول: «الحَمْد لفُلان» فهذا لا يَجوز إلا في حَقِّ اللهِ سبحانه وتعالى.

و«الله» اسمٌ من أسمائِه تَعالى، ومَعناه: المَأْلُوه المَعبود، لأن الأُلوهِيّةَ مَعناها العُبُودية.

وهو اسمٌ لا يُطلق إلا على اللهِ، ولم يَتَسَمَّ به أحدٌ غَير اللهِ أبدًا، حتى الجَبَابِرَة والكَفَرَة والمَلاَحِدَة ما منهم أحدٌ سَمَّى نفسَه «اللهَ»، فِرْعَوْن ما قَال: «أنا اللهُ»، وإنما قَال: ﴿فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ [النازعات: 24]، فهذا اسمٌ خاصٌّ بالله عز وجل.

و«رَبّ العَالَمِين» الرَّبُّ معناه: المَالك المُتَصَرِّف، و«العَالَمين»: جَمع عَالَم، وهو جَميع المَخلوقات، واللهُ هو رَبُّها وخَالقها ومُدَبِّرُها ومَعبودها وإِلَهُها.

قوله: «الحَمد للهِ الذِي هَدانا للإسلاَم» الإسلامُ أَكْبر نِعمة، قالَ تعَالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3] فبالإسلامِ تَمَّت النِّعمة على المُسلمين، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ [يونس: 58] فَضْل اللهِ: هو الإسلامُ، والرَّحمة: هِي القُرآن، فَلْيَفْرَحُوا بالإسلاَم وبالقُرآن.

وهذا فيه الاعترافُ مِنك بأن الفضلَ للهِ في هِدايتك للإسلاَم، بإرشَادك إليه، وتَثْبِيتك عليه، هذا فَضْل من اللهِ، لا بِحَوْلِك، ولا بِقُوَّتك، وإنما هو تَوفيق من اللهِ سبحانه وتعالى، فهو الذِي هَدَاكَ، ولذلك يقولُ أهلُ الجَنَّةِ إذا دخَلوا الجَنَّةَ يومَ القِيامة: ﴿وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ [الأعراف: 43].


الشرح