×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: اعلمُوا أن الإسلامَ هو السُّنةُ، والسُّنةَ هي الإسلامُ، ولا يقومُ أحدُهما إلا بالآخَرِ.

**********

 وقالَ الخَلِيلُ عليه الصَّلاة والسلاَم في دُعائه: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦ [إبراهيم: 35- 36] خافَ على نَفسه.

وهكذا كُلما قَوِيَ إيمانُ الإنسانِ باللهِ فإنه يَخَاف ولا يأمنُ الفِتَن، ولا يُزكِّي نفسَه، بل يسألُ اللهَ الثباتَ، وحُسْن الخاتمةِ دائمًا وأبدًا، ويَخاف من سُوء الخاتِمة، ويَخاف من الفِتَن، ويَخاف من الزَّيْغ والضلالِ، ومن دُعَاة السوءِ.

قوله: «والحِفظ مِمَّا يَكْرَه ويَسْخَط» فيوفِّقنا لما يُحِبّ ويرضَى من الأعمالِ والأقوَال والاعتقاداتِ، ويُجَنِّبنا ما يُسخطه من الأقوَال والأعمَال والاعتقادَات، فهو الهَادِي سبحانه وتعالى، وهو المُوَفِّق، وهو الدَّالُّ والمُرْشِد.

قوله: «اعلمْ» هذه كلمةٌ للاهتمامِ، ومَعنى «اعلمْ»: أي تعلَّم، وكيف تَعْلَمُ أن الإسلامَ هو السُّنة؟ إذا تَعَلَّمت عَلِمْتَ ذلك.

فـ«اعلمْ» كلمةٌ يُؤتَى بها للاهتمامِ لما بعدَها، كما قالَ تعالَى: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ [محمد: 19] يَعني اعلمْ مَعنى «لاَ إلهَ إلا اللهُ»، واعملْ به، ﴿ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [المائدة: 98]، فتَأتي كَلِمة «اعلمْ» أو «اعلمُوا» للاهتمامِ لما بعدَها.


الشرح